تحقق نيابة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر في واقعة غرق مركب سياحي بدون ركاب بمنطقة جبل الزيت شمال البحر الأحمر. واستدعت النيابة طاقم المركب الناجين لسماع أقوالهم حول أسباب الحادث، كما طلبت الأوراق والتراخيص الخاصة بالمركب، وكلفت لجنة فنية من التفتيش البحري بفحص الحطام لتحديد السبب الرئيسي للغرق، بجانب تحريات الأجهزة المختصة.
تفاصيل غرق المركب ونجاة الطاقم
أفاد أفراد الطاقم الناجون أنهم كانوا في طريقهم من مدينة رشيد إلى البحر الأحمر بعد انتهاء أعمال الصيانة الدورية للمركب. ولكنهم فوجئوا بسوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج مع دخول الليل في منطقة جبل الزيت، مما تسبب في ارتطام الأمواج بجسم المركب وتسرب المياه إلى داخله.
وأشار الناجون إلى أنهم أرسلوا استغاثة عبر الهاتف لأقاربهم في الساعة السادسة والنصف مساء الخميس، مؤكدين تعرضهم للغرق وطلب النجدة. وبعد 3 ساعات من المعاناة فوق سطح المركب الغارق، تمكنت وحدات الإنقاذ التابعة لشركة بترول خليج السويس (جابكو) من الوصول إليهم، وانتشالهم بسلام، وتقديم الإسعافات الأولية والبطاطين لهم بسبب برودة الطقس.
بحسب شهادة التسجيل التي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منها، فإن المركب كان مرخصًا لمدة 20 يومًا، حيث بدأ التصريح في 30 يناير 2025 وينتهي في 20 فبراير 2025، في رحلة ساحلية من رشيد إلى البحر الأحمر.
واشترطت الرخصة أن تكون الرحلة في جو مستقر وبحر هادئ، وتقتصر على ساعات النهار، وألا تبتعد المركب أكثر من 3 أميال عن الشاطئ، وهي شروط لم تكن متوافرة أثناء وقوع الحادث بسبب الأحوال الجوية السيئة.
تلقت الأجهزة المختصة بلاغًا من شقيق أحد أفراد الطاقم حول استغاثتهم قبل الغرق، وعلى الفور، أُرسلت وحدات الإنقاذ التابعة لشركة جابكو للبترول بقيادة القبطان محمد عبدالهادي والقبطان كريم عياد، حيث تم الدفع بـماريدايف 602 وبي إم إس 5 للبحث عن الناجين.
وبعد العثور عليهم، تم نقلهم إلى ميناء رأس شقير البحري، حيث كانت سيارات الإسعاف في انتظارهم، ونُقلوا إلى مستشفى رأس غارب للاطمئنان على صحتهم. وأكدت التقارير الطبية أنهم في حالة مستقرة باستثناء إصابة أحدهم بخلع في الكتف.
أشارت التحقيقات الأولية إلى أن السبب الرئيسي لغرق المركب هو الظروف الجوية القاسية في منطقة جبل الزيت، حيث واجهت المركب رياحًا شديدة وأمواجًا عالية تسببت في فقدان توازنها وغرقها.
تم إخطار كافة الجهات المختصة لمتابعة الحادث، كما تم رفع درجة الاستعداد في أجهزة البحث والإنقاذ لمواجهة أي تطورات.