تشهد الفنادق والقري السياحية بالغردقة خلال الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في أعداد السياح الصينيين، في تحول جديد يعكس تنوع الأسواق السياحية الوافدة إلى مصر، ويعزز مكانة البحر الأحمر كوجهة عالمية متجددة.
أكد بشار أبوطالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، أن عدد السياح الصينيين الوافدين إلى الغردقة يشهد زيادة مطردة، موضحًا أن الفنادق بدات تستقبل السياح الصينيين، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في خريطة التوافد السياحي.
وأوضح «أبوطالب» أن السياحة الصينية كانت تتركز تقليديًا على المناطق الثقافية مثل القاهرة، والأقصر، وأسوان، إلا أن الطلب المتزايد على المنتجعات الشاطئية يعكس تغيرًا في توجهات السياح الصينيين، حيث يفضل الكثير منهم الآن الجمع بين الاسترخاء على الشواطئ الساحرة للبحر الأحمر، وبين زيارة المواقع الأثرية في رحلات يومية إلى مدن الجنوب مثل الأقصر وأسوان.
وعلى مدار العقود الأخيرة، ظلت الجنسيات الأوروبية تتصدر مشهد السياحة في البحر الأحمر، وفي مقدمتهم: ألمانيا، روسيا بولندا، إنجلترا، إيطاليا ضمن السياح الأكثر وصولًا إلى البحر الاحمر.
لكن السنوات الأخيرة بدأت تشهد تحولًا ملحوظًا، مع بروز جنسيات جديدة، أبرزها الصين، وهو ما أصبح مشهدًا مألوفًا في شوارع الغردقة في ظل الزيادة الملحوظة في أعداد السياح الصينيين، والاهتمام المتزايد بالسوق الآسيوي.
يبدو أن الغردقة في طريقها لتكون واحدة من الوجهات الرئيسية للسياحة الصينية خلال السنوات المقبلة، بحسب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، ومع استمرار الترويج، وتحسين الخدمات، وتوفير التجارب التي تناسب متطلبات هذا السوق، قد نشهد قريبًا تحولًا كبيرًا في خريطة السياحة المصرية، حيث تصبح الصين واحدة من أكبر الدول المصدرة للسياح إلى البحر الأحمر.
وأكد عصام على، أحد خبراء السياحة بالغردقة أن دخول الأسواق الآسيوية بقوة، خاصة الصين، إلى قطاع السياحة الشاطئية في مصر، يمثل فرصة ذهبية في ظل النمو الكبير لحركة السفر الخارجي من تلك الدول، وارتفاع معدلات الإنفاق السياحي لديهم، ما يدعم اقتصاد القطاع السياحي المصري بشكل كبير، حيث يعود الإقبال المتزايد للسياح الصينيين على الغردقة إلى عدة عوامل.
ومن بين تلك العوامل الجاذبة للسياح، وفقًا لـ«علي»: سهولة الوصول وتوفير شركات الطيران رحلات مباشرة من الصين إلى الغردقة، أو رحلات «ترانزيت» عبر مطارات أوروبية وخليجية، ما جعل السفر إلى البحر الأحمر أكثر سهولة، بجانب تنوع الأنشطة، حيث تقدم الغردقة مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية، من بينها الغوص، السفاري الصحراوية، الرحلات البحرية، والمنتجعات الصحية.
وهي تجارب تجذب شريحة واسعة من السياح الصينيين الباحثين عن المتعة والاستجمام، بالاضافة إلى السياحة المزدوجة، حيث يفضل الكثير من السياح الصينيين الجمع بين السياحة الثقافية والترفيهية، حيث يقضون أيامًا على الشواطئ، ثم يقومون برحلات يومية إلى الأقصر وأسوان لاستكشاف المعابد والمقابر الفرعونية، فضلًا عن التكلفة الاقتصادية مقارنة بوجهات شاطئية أخرى في العالم، توفر الغردقة أسعارًا تنافسية من حيث الإقامة والأنشطة، مما يجعلها وجهة مفضلة للعديد من السياح الصينيين.
كما تشير توقعات خبراء السياحة والحجوزات المتوقعة إلى أن السياحة الصينية قد تشهد نموًا غير مسبوق في مصر خلال السنوات القادمة، خاصة مع تحسن العلاقات المصرية الصينية، والترويج المتزايد للسوق الصيني ضمن خطط وزارة السياحة المصرية.
ومع تجاوز أعداد السائحين الصينيين المسافرين للخارج حاجز 150 مليون سائح سنويًا، فإن الحصول على نسبة جيدة من هذا الرقم قد يعني دفعة قوية لقطاع السياحة المصري، خاصة إذا تم تطوير برامج سياحية خاصة تناسب اهتمامات السياح الصينيين، مثل السياحة الفاخرة، والسياحة العائلية، والرحلات الجماعية.
