في ليلة كان من المفترض أن تكون مليئة بالفرح، خرج عبدالرحمن مختار، المعروف بين أصدقائه بـ«عبده الصعيدي»، لقضاء بعض الأمور الضرورية، كانت عقيقة ابنته قد انتهت، وكان يحمل مبلغًا ماليًا كبيرًا، ينوي إرسال جزء منه إلى أسرته في الصعيد، لكنه لم يكن يعلم أن هناك من يراقبه، وأن تلك الليلة ستكون الأخيرة في حياته.
تفاصيل جريمة الطريق الدائري
داخل أحد المتاجر في الجيزة، وقف «عبده الصعيدي» يتحدث مع ابن عمه أثناء إتمام معاملة مالية، لم يكن يدري أن عيونًا تراقبه عن كثب في زاوية قريبة، وقف شابان يتابعان تحركاته، ثم غادرا المكان بسرعة، ليبدأ مخطط لم يكن الرجل يتوقعه.
الشابان، وهما «محمد» و«يوسف»، لم يضيعا الوقت بعد أن شاهدا المال بحوزة الضحية، قاما بالتواصل مع 4 آخرين، جميعهم متورطون في أعمال إجرامية سابقة،لم يكن الهدف مجرد السرقة، بل كان القضاء على أي فرصة لمقاومة خطتهم.
على الطريق الدائري، في منطقة كعابيش، وقفت دراجتان ناريتان تعترضان المسار. لم يكن أمام «عبده الصعيدي» سوى التوقف. في ثوانٍ، اقترب منه أحد المهاجمين مشهرًا سكينًا، فيما حاصره الآخرون. لم يكن هناك وقت للتفكير، لكن الرجل لم يستسلم بسهولة.
حاول الإفلات، ولكن عددهم كان أكبر. تلقت سيارته ضربات متتالية، وتكالب عليه المهاجمون، في محاولة لانتزاع حقيبته التي تحتوي على المال، ومع مقاومته المستميتة، تلقى الطعنة الأولى. ثم تبعتها أخرى، وأخرى قبل أن يسقط أرضًا، كان أحدهم قد سدد له ضربة قاتلة في الصدر، أجهزت عليه تمامًا.
تفاصيل جديدة في قضية قتل على الطريق الدائري
لم يستغرق الأمر سوى دقائق، قبل أن يختفي المهاجمون عن الأنظار، حاملين معهم الحقيبة الممتلئة بالنقود.لكنهم تركوا وراءهم أدلة لم يستطيعوا إخفاءها.
تحريات الشرطة، التي بدأت فور تلقي البلاغ، كشفت خيوط الجريمة سريعًا. شهادات الشهود، وتحليل كاميرات المراقبة، قادت إلى المتهمين واحدًا تلو الآخر لم يمضِ وقت طويل قبل أن يتم القبض عليهم، ومواجهتهم بالأدلة التي أكدت تورطهم في جريمة قتل وسرقة بالإكراه.
بعد تحقيقات مكثفة، قررت نيابة أكتوبر الكلية إحالة المتهمين الـ6 إلى محكمة الجنايات، ووجهت النيابة إليهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار، والسرقة بالإكراه، والتعدي على المجني عليه باستخدام أسلحة بيضاء.
