نيبلز، فلوريدا (الولايات المتحدة) - ا ف ب، رويترز - تراجعت قوة الإعصار «إيرما» إلى الدرجة الأولى على سلم من خمس درجات، إلا أنه لا يزال يمثل تهديداً بسبب العواصف العنيفة والأمطار التي ترافقه، بعدما تقدم على طول ساحل فلوريدا الغربي واجتاح أرخبيل كيز وغمر ميامي بالمياه.

وحدد مركز الإعصار، صباح أمس، على بعد نحو أربعين كيلومتراً شمال شرقي مدينة تامبا الكبيرة، ترافقه رياح سرعتها 135 كيلومتراً في الساعة. وأبقت السلطات على تحذيراتها من ارتفاع مستوى مياه البحر في مناطق واسعة من شبه جزيرة فلوريدا حيث تلقى أكثر من ستة ملايين شخص أوامر بإخلاء بيوتهم.

وخلف الإعصار منذ الأربعاء الماضي ثلاثين قتيلا بينهم 37 في الكاريبي (10 منهم في كوبا) وثلاثة في فلوريدا.

كان الإعصار يتجه نحو الشمال والشمال الغربي بسرعة 24 كيلومتراً في الساعة، ويتوقع أن يتراجع إلى عاصفة مدارية في أثناء تقدمه باتجاه شمال فلوريدا وجنوب جورجيا.

وعندما وصل اول من امس إلى الولايات المتحدة بقوة 4 درجات، قلب الإعصار شجر النخيل والرافعات واقتلع أعمدة الكهرباء وصب أمطاره الغزيرة التي حملتها عواصف سرعتها 215 كيلومتراً في الساعة على أرخبيل كيز في جنوب فلوريدا.

بعدها ضرب ساحل فلوريدا الغربي مع رياح سرعتها 185 كيلومتراً في الساعة، متراجعاً الى الدرجة الثالثة قبل أن يتراجع إلى الدرجة 2.

وبعد أن اجتاح جزراً عدة في الكاريبي موقعاً نحو 37 قتيلاً، خلف «إيرما» ثلاثة قتلى في فلوريدا في حوادث طرق يومي السبت والاحد الماضيين.

وحرم الاعصار في فلوريدا أربعة ملايين مشترك من الكهرباء، فيما أعلنت شركة كهرباء الولايات أنها أوقفت أحد مفاعلي محطة تيركي بوينت النوويين في ظروف آمنة.

وضرب الإعصار بقوة جنوب غربي فلوريدا فانهمرت شلالات من المطر تدفعها رياح عاتية على ميامي وغمرت الطرق وجرفت رافعتين على الأقل.

وبهدف توفير المساعدات الطارئة الإضافية، أعلن الرئيس دونالد ترامب، ليل اول من امس، حالة الكارثة الطبيعية في فلوريدا التي قال إنه سيزورها قريباً.

وفرضت السلطات منع تجول في الليل، لا سيما لتفادي أعمال النهب في مناطق عدة.

ويتوقع أن تبلغ قيمة الأضرار الناجمة عن إعصار «إيرما» وإعصار «هارفي» الذي سبقه، نحو 290 مليار دولار أو ما يعدل 1,5 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي الأميركي، وفق خدمة الأرصاد الجوية الخاصة «أكو-ويذر».

وقبل فلوريدا، ضرب إيرما كوبا ليل الجمعة إلى السبت الماضي مصحوباً بزوابع عنيفة اكتسحت شمال الجزيرة وصبت عليها المطر متسببة بقطع التيار الكهربائي في هافانا، حيث أعلنت السلطات أمس عن مقتل 10 أشخاص في مقاطعات عدة، موضحة أن أسباب الوفيات تعددت بين السقوط من على شرفة أو الغرق أو انهيار مبنى.