البطريرك الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق يتكلم من بكركي عن موضوع الحكومة:
من الآن وحتى يوم الاحد إذا لم تتألف الحكومة سيكون لي موقف تصعيدي لرفض بقاء لبنان دون حكومة
منذ أيام زارني وفد من حزب الله وأبلغني انه خلال أيام سيجري تأليف الحكومة وسيتم حل المشكلة
لا يجوز الشلل وانهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي وانا ارفض اليأس وهجرة الشباب صبايا وشبان من لبنان الى الخارج
صرخة من القلب ووجع شباب لبنان حملناها من موقع كارلوس شارل الاكتروني الصادر عن صحيفة الديار، مع كامل تنوّعه الطائفي والمذهبي والمناطقيّ، وتوجّهنا الى بكركي حيث كان أملنا ببطريرك انطاكيا وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي. وصلنا الى بكركي حيث استقبلتنا عناصر من الجيش اللبناني المنتشر على أبواب الصرح بوجوه بشوشة وبعبارة: "أهلاً بوفد الديار".
وقام المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غيّاض باستضافتنا في صالون الشرف ريثما ينتهي لقاء البطريرك مع النائب ادغار طرابلسي عضو تكتّل "لبنان القوي".
ورغم ضيق وقته، وكثرة مواعيده للتهنئة بمناسبة الأعياد المجيدة، وقدومنا بدون موعد مسبق استقبلنا غبطته بحفاوة ورحابة صدر بعد أن أخّر لقاءه مع مطران أبرشية قبرص المارونية يوسف سويف، ليستمع لمشاكلنا وهمومنا التي تعبّر عن ألم الشعب اللبناني.
وما ان انتهى لقاء غبطته حتّى انتقلنا الى صالون الصرح الرئيسي، ووجدناه منتظراً على الباب بضحكته المعتادة مصافحاً كلّاً منّا ومتمنّياً لنا عاماً جديداً مليئاً بالصحة والخير.
استهلّينا اللقاء بإيصال سلام خاص من رئيس تحرير صحيفة الديار الاستاذ شارل ايوب، وهو المقرّب من غبطته، فكان الردّ: "كيفو، سلمولي علي، الي سنتين مش شايفو".
وتحدّثت احدى الزميلات بإسم الوفد، عن المشكلة التي يواجهها الجيل الحالي وهي الهجرة، فالجيل السابق قد هاجر بمعظمه، في حين يتمسّك جيلنا بوطنه الأمّ رافضاً فكرة الهجرة. ولكنّ المشاكل الاقتصادية الخانقة تدفع بنا الى التفكير بالبحث عن فرص افضل في الخارج.
وهنا، استوقفها غبطته قائلاً : "لا لا لا أوعا"، وذلك تعبيراً عن خوفه من خسارة لبنان لابنائه وحرصه الدؤوب على بقائهم في ربوع الوطن.
وتابع غبطته متوجّهاً للشباب اللبناني: " يا شباب لبنان لا تهاجروا بل تمسّكوا بوطنكم".
وتطرقنا بالحديث الى مسألة تشكيل الحكومة التي طال انتظارها لأكثر من 8 اشهر، والتي كان الشعب اللبناني يأمل بتشكيلها قبل الاعياد، وقال غبطته في هذا الاطار: "انّ تشكيل الحكومة مسألة يومين، بحسب وعد موفدي حزب الله وأعطيناهم ثلاثة أيام كمهلة لأننا أبناء القيامة". تجدر الإشارة الى أنّ نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي كان قد زار البطريرك على رأس وفد من الحزب يوم الاربعاء02 كانون الثاني وأكّد له أنّ ولادة الحكومة قريبة وأنّ العقد على طريق الحلّ.
وفي السياق نفسه، أكّد غبطته أنّه في حال عدم تشكيل الحكومة في مهلة 3 أيام سنعود ونطالب بحكومة مصغّرة، وسنصعّد سياسيّاً، ولربّما حينها يستعجل الفرقاء ويشكلوا الحكومة المنتظرة.
وفي الجانب القانوني، أوضح البطريرك الراعي أنّ الدستور اللبناني ينصّ على أن تكون الحكومة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وكلّ ما يجري حاليا هو مخالف للدستور.
علماّ أنّه في بلدان عدد سكّانها 200 مليون تشكّل حكوماتها من عشرين وزيراً كحدّ أقصى.
وأشار الى ان الدستور حصر مهمّة تشكيل الحكومة برئيس الجمهورية والرئيس المكلّف فقط، وما يجري اليوم من تقاسم الحقائب واختيار الاسماء من قبل كافة الفرقاء هو مخالف للدستور. وتعقيباً على ذلك، تساءل غبطته: كيف يمكن لمجلس النواب ان يحاسب نفسه عندما تكون الحكومة مجلس نيابي مصغّر، وكيف يتمّ تطبيق مبدأ فصل السلطات في هذه الحالة؟
وردّاً على سؤال حول تشكيل حكومة تكنوقراط، وهي حكومة تشمل اسماء من خارج الوسط السياسي، ومتخصّصين في مجالات وزاراتهم، ابتسم البطريرك وأجاب أنّه الحلّ الأنسب في بلد مثل لبنان الذي لا ينقصه ذوي الخبرة والاختصاص في القطاعات كافة.
وعن الحالة الإقتصادية المتردية التي يعيشها لبنان اليوم والازمات المعيشية المتتالية التي يعاني منها كلّ مواطن، اعتبر أنّ تشكيل الحكومة سوف يكون الحلّ الأمثل لخروج لبنان منها بسبب توافد الهبات والقروض من مؤتمر سيدر وما سيليه من تنفيذ الخطة الأصلاحية التي تشمل وقف الهدر ومراقبة الانفاق والمساعدة على تحقيق النمو الاقتصادي.
ويشار الى انّ الحصيلة النهائية التي سيحصل عليها لبنان بموجب مؤتمر سيدر الذي انعقد في باريس في نيسان 2018 بلغت حوالي 11 مليار و800 مليون دولار اميركي.
واختتمنا زيارتنا بالتوقيع على سجلّ الصرح البطريركي وبصلاة في كنيسة الصرح المجاورة على نيّة لبنان أفضل أقوى وأكثر أماناً على امل ان تحمل الايام المقبلة انفراجات على الاصعدة السياسية الاقتصادية الامنية الاجتماعية والمعيشيّة.