بعد اندلاع ثورة 25 يناير، تراجعت الحركة السياحية الوافدة للأقصر بشكل كبير لتصل نسب إشغالات فنادقها فى بعض الأحيان إلى %5 بعد أن كانت هذه المدينة الساحرة تكتظ يوما ما بالسائحين من جميع أنحاء العالم باعتبارها أهم مشتى سياحى فى مصر وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية .
ولكن مع بداية شهر أكتوبر الماضى بدأت بشائر الموسم الشتوى تهل على المدينة والتى تشهد انتعاشة فى معدل الحجوزات خلال هذا الموسم، ورصدت «المال» خلال جولتها أوضاع الحركة السياحية بالأقصر وسط اهتمام حكومى بالسياحة الثقافية ومحاولة جذب عدة أسواق مختلفة إليها .
بدأت الجولة فى معبد الأقصر، حيث التقينا حسن . (م) سائق عربة حنطور، الذى أكد أن الحركة السياحية الوافدة للمدينة أفضل خلال عام 2018 مقارنة بالأعوام الماضية والتى شهدت انخفاضاً فى الحركة الوافدة بسبب مخاوف السائحين من حالة عدم الاستقرار الأمنى بالبلاد .
وأضاف حسن أن أبرز الجنسيات التى تتوافد حالياً على المدينة من دول ألمانيا، الصين، الهند، اليابان وكوريا وعدة دول أخرى بالإضافة إلى أنها أصبحت قبلة للآسيويين، مشدداً على أن الموسم الشتوى سيكون واعدا .
واتفق معه أحمد (س) فى أن أوضاع الحركة السياحية خلال هذا الموسم أفضل من قبل خاصة خلال الشتاء والذى ينتهى موسمه فى مارس المقبل، معرباً عن استيائه من تراجع بعض الجنسيات عن زيارة الأقصر قائلا: «لكن بقى فى جنسيات تانية بتعوض الدول اللى مش بقت بتيجي ».
ولفت أحمد إلى أن المدينة يعمل بها حالياً نحو 340 عربة حنطور، مؤكداً أن انخفاض الحركة السياحية للأقصر خلال الفترة الماضية تسبب فى قيام الكثيرين من أصحاب الحناطير والعاملين بالفنادق بالبحث عن مصدر أخر للرزق، مطالباً المسئولين بضرورة الاهتمام بالمنطقة أكثر، خاصة أن هناك تدنيا بمستوى النظافة حالياً .
يذكر أن وزارة الآثار تجرى حالياً بعض الأعمال فى فناء الملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر عبر ترميم ورفع وإعادة تركيب ولأول مرة منذ اكتشافهم 3 رؤوس لتماثيل الملك رمسيس والتى يصل وزن كل واحد منها إلى ٢٥٠ كيلو، ومن المرجح أنها تهشمت عمدًا وسقطت منذ عهد الملك قمبيز أو بعد ذلك .
وفور وصولنا لطريق الكباش، كشف مصطفى الصغير مدير عام معابد الكرنك، والمشرف على تطوير الطريق، عن إنهاء 90 % من الأعمال الجارية بالمشروع، مؤكدا أنه من المقرر افتتاحه 2019 .
يذكر أن التكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى 500 مليون جنيه، ووافقت الحكومة مؤخراً على سداد نحو 300 مليون جنيه لصالح الهيئة الهندسية التى تعكف على تنفيذ أعمال المشروع .
وبدأ إحياء طريق الكباش عام 2005، ويربط بين معبدى الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وتشمل أعمال التطوير للمشروع تسوية المصاطب، وإقامة قواعد حجرية لتماثيل الكباش، وحوائط خرسانية، وتكسيات من الطوب اللبن على جانبى الطريق، وتكسيات جديدة للكوبريين العلويين بالطريق، وعمل إضاءة متحفية للطريق بالكامل .