أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، أن الإرهابيين لن يستطيعوا النيل من بلاده ولا من أشقائها في المنطقة، محذراً الدول والجهات الداعمة للإرهاب بأن ما تفعله «لن يمر من دون حساب»، ولافتاً إلى أن ما يأكله المصريون في يوم يعادل قوت بعض الدول خلال سنة.
جاء ذلك في كلمة للرئيس المصري خلال حفل تدشين قاعدة «محمد نجيب العسكرية»، قرب مدينة الحمام في مرسى مطروح بمنطقة الساحل الشمالي الغربي، والتي وصفت بأنها أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تزامناً مع تخريج جماعي لدفعات من كليات ومعاهد القوات المسلحة، ومن بينهم طلاب من الكويت والعراق ودول أخرى.
وشارك في حفل التدشين ممثل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وأمير مكة خالد الفيصل، إضافة إلى مشاركة قيادات سياسية وعسكرية عربية وسفراء عرب وأجانب.
ووجّه السيسي، كلامه إلى الشعب المصري، قائلاً إن «الارهابيين بيحاولوا ينالوا من معنويتكم وروحكم المعنوية، وحرصت ان إحنا نكون موجودين هنا النهاردة، علشان أقولهم (الإرهابيين) أبدا، لن تستطيعوا النيل من مصر، ولا من أشقائنا في المنطقة، بس عاوز أقول لما احنا بنقول من فضلكم لا تتدخلوا في أمورنا وشؤوننا ده أمر شرعي ومحمود ان احنا لا نتدخل في شؤون بعضنا البعض، وكل دولة رغم اللي احنا بيجمعنا منطقة واحدة وثقافة وديانة واحدة لكن كل منا له خصوصيته».
وخاطب الدول التي تتدخل في شؤون بلاده، قائلاً إن «مصر لن تسمح أبداً، ولا شعبها، إن حد يتدخل في شؤونها، وماحدش ها يقدر يتدخل في شؤونها، والشعب المصري هو سند مصر وأمته العربية في الحق والسلام والبناء والتعمير لا في الهدم ولا في القتل ولا في التآمر».
وأضاف «يعني انتوا عاوزين تتدخلوا في مصر، ده مصر فيها 100 مليون بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا في يوم، بأكل سنة من بعض الدول، احنا لما نيجي نعمل مشروع إسكان بنعمل مليون شقة في سنتين أو 3، عاوز تتدخل في مصر، تقدر أنت على مصروف مصر، تقدر تصرف 100 مليار دولار على مصر ماتقدرش فخليك في حالك وبلدك أحسن».
وأشار إلى أن بلاده واجهت تحديات وخاضت معارك ولا تزال، منها معركتان فاصلتان هما مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن «العدو أصبح متستراً يعتمد على ترويع الآمنين وبث روح الإحباط، وهو ما لن نسمح به أبداً».
وأضاف «الإرهاب ظاهرة معقدة وله جوانب متعددة، وما طال الصبر عليه هو دور الدول والجهات التي تمول الإرهاب، وأقول لهؤلاء: دماء الأبرياء غالية وما تفعلونه لن يمر من دون حساب، ومصر دولة محبة للسلام وداعمة له».
وشدد على أنه لا يمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط والتغافل عن شبكة تمويله مادياً ودعمه لوجستيا والترويج له فكرياً وإعلامياً، ولا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات «فتسبب في مقتل مواطنينا بينما يتشدق بحقوق الإخوة والجيرة».
وحملت القاعدة العسكرية الجديدة اسم اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد ثورة 23 يوليو 1952، وتضم مختلف الأسلحة الرئيسية، وفيها فرقة مؤلفة من 20 ألف مقاتل، وتهدف إلى مواجهة أي تهديدات إرهابية محتملة في المنطقة الحدودية الغربية، وتأمين المفاعل النووي في الضبعة، والمقرر أن يتم توقيع عقده قريباً.
وأوضح الناطق العسكري باسم القوات المسلحة أن قاعدة «محمد نجيب» تعد «أول قاعدة عسكرية متكاملة على أرض مصر، يتمركز بها تجميع قتالي قوي يتوافر به المأوى الحضاري وميادين التدريب المجهزة لمختلف العناصر القتالية والتخصصية، وقوات جوية متنوعة التعليم والطائرات الحديثة، ومنظومات دفاع جوي وبحري متطورة».
وتضم القاعدة 1155 منشأة حيوية و72 ميداناً تدريبياً، وقاعة مؤتمرات كبرى وعدداً كبيراً من ميادين الرماية وسكن الضباط وضباط الصف، وتمثل أكبر تجمع عسكري قوي وقادر على حماية التجمعات السكانية والمنشآت الاقتصادية الاستراتيجية والمشروعات الإنتاجية في منطقة غرب الإسكندرية.
ميدانياً، أعلن الجيش المصري، مساء أول من أمس، أن القوات تمكنت من تصفية 30 مسلحاً في هجمات برية وجوية في شمال سيناء على مدى 4 أيام، فيما جرى توقيف 5 آخرين، وتدمير 12 عربة دفع رباعي تستخدمها «عناصر تكفيرية» لاستهداف القوات.
إلى ذلك، أصيب 3 ضباط و3 جنود ومدني جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت مدرعة، جنوب العريش، فيما أصيب عريف شرطة بطلق ناري من قناص أثناء وقوفه في مكان خدمته في كمين أمني، جنوب العريش أيضاً.
الإعدام لـ 28 متهماً باغتيال النائب العام
قضت محكمة جنايات جنوب القاهرة، أمس، بإعدام 28 متهماً باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، في القضية التي تضم 67 متهماً، من بينهم 16 هارباً.
وتضمنت الأحكام السجن المؤبد لمدة 25 عاماً بحق 15 متهماً، والسجن المشدد لمدة 15 عاماً بحق 8 متهمين، والسجن المشدد لمدة 10 أعوام بحق 15 متهماً، وانقضاء الدعوى الجنائية لوفاة أحد المتهمين.
وكانت المحكمة قررت إحالة 30 متهماً إلى المفتي، لاستطلاع الرأي الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم في القضية التي تعود وقائعها إلى 29 يونيو 2015، عندما تعرض موكب بركات إلى تفجير عن بعد باستخدام سيارة مفخخة ما أودى بحياته وإصابة عدد من أفراد حراسته وبعض المارة وتخريب وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة.
وأحالت النيابة المتهمين في القضية للمحاكمة الجنائية في ختام تحقيقات باشرتها نيابة أمن الدولة العليا وكشفت عن انتماء هؤلاء الى جماعة «الاخوان المسلمين»، وأسندت إليهم تهماً عدة، منها ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه وتصنيع وحيازة المفرقعات واستعمالها، والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون.
كما اتهمت النيابة هؤلاء بالاتفاق والتخابر مع عناصر من حركة «حماس» وقيادات من «الإخوان»، خارج البلاد، للإعداد والتخطيط لاستهداف بعض رموز الدولة.