أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن «القاهرة» ستظل عاصمة مصر إلى الأبد، وأن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لا يعنى أنها ستصبح العاصمة الرسمية لمصر، لكن ستنتقل لها جميع الأعمال بالجهاز الإدارى للدولة.
وأضاف «مدبولى»، فى كلمة له على هامش افتتاح دار الكتب بعد إعادة ترميمها صباح اليوم بحضور الدكتور سلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة، أن الانتقال إلى «العاصمة» سيُخفف العبء والزحام عن القاهرة، ويعطى فرصة كبيرة لإظهارها بدورها الحضارى والتاريخى مرة أخرى، وهو أحد أهم أهداف بناء «العاصمة الإدارية».
واستجاب رئيس الوزراء لطلب «القاسمى»، بتطوير «سور الأزبكية»، قائلاً إنه ضمن خطة الدولة لتطوير القاهرة الإسلامية، والخديوية، وكورنيش النيل، لافتاً إلى أننا سنرى القاهرة مرة أخرى بهية ورائعة كما كنا نراها منذ 50 أو 100 عام، لتكون فى أبهى صورها فى أقرب وقت ممكن.
ونقل «مدبولى» تحية وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسى لـ«القاسمى»، وكذلك تحية الشعب المصرى الذى أكد أنه يحب «القاسمى»، معرباً عن تقديره للأيادى البيضاء التى أعطاها «القاسمى» لبلده مصر، مضيفاً: «ولن أقول بلده الثانى».
من جهته، قال الدكتور سلطان القاسمى، حاكم إمارة الشارقة الإماراتية، إنه دخل مقر دار الكتب كباحث فى ستينات القرن الماضى، و«الدار» مركز إشعاع، ونحن فى هذا المقام نشكر الله وندعوه أن يحفظ رئيس الجمهورية والعاملين معه، والقوات المسلحة ووزارة الداخلية وكل مصرى مخلص، وأن يساعدنا الله، ويشد من أزرهم ويقوى من هممهم فى مواجهة ما ابتلى الله به مصر، لكن مصر نجحت فى تخطيه لتعود قوية كما كانت وتقوى أكثر.
وأضاف «القاسمى»، فى كلمة له على هامش افتتاح «دار الكتب»، أن الأمة العربية كانت مستهدفة، وأن الضرب كان فى الجسد العربى من كل الجوانب، وسقط من سقط وترنح من ترنح، وصار التوجيه إلى القلب، مضيفاً: «إذا صلح القلب صلح الجسد كله، وظل القلب نابضاً وقويت مصر، واستطاعت أن تجد الأمان، وتوقف التيار المتشدد».
«القاسمى» يُطالب «السيسى» و«مدبولى» بتطوير سور الأزبكية فى مكانه.. ويؤكد: لن أتأخر فى دعم مصر وشعبها الطيب
وقال إن «التيار المتشدّد» له أوجه كثيرة وليس حمل السلاح فقط، ومن ثم يجب أن نحارب الفكر وبالفكر، وأن نقوى الخطاب الدينى، ونوضح كل الأمور وندرسها لأبنائنا وبناتنا. وقال إنه يريد تنفيذ برنامج لقصور الثقافة المصرية، لجذب الشباب إليها، ويظل قلبهم سليماً، بعيداً عن المتشددين، لافتاً إلى أنه ناقش الأمر مع الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، حتى تتمكن مصر من توعية وتثقيف أبنائها، بدلاً من تركهم فى الزوايا والحارات. وأضاف «القاسمى»، فى كلمة على هامش افتتاح «الدار»، أن الإرهاب بطبعه جبان، وأنه يجب مواجهة الفكر الظلامى والمتشدد والإرهابيين بطرق أخرى غير السلاح عبر «المواجهة الفكرية».
وناشد «القاسمى» الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضرورة الحفاظ على «سور الأزبكية»، مشيراً إلى أنه كان دائماً يذهب إلى سور الأزبكية، وكان يشاهد كنوزاً لدى البائعين فى هذا السور، حيث تمكن من جمع الكتب فى كل الفروع، خصوصاً كتب التراث، على حد قوله. وقال حاكم «الشارقة» إن المثقفين العرب كانوا يتصببون عرقاً فى سور الأزبكية للبحث عن الكتب، ويستمدون ثقافتهم منه، مشيراً إلى أهمية تطويره بطريقة حضارية تُحافظ عليه.
وقال «القاسمى»، إن العاملين فى سور الأزبكية لديهم «صنعة» لا يمكن أن تزرع فى أى فرد، لأنهم «وارثينها فى دمهم»، مناشداً الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، ومحافظ القاهرة، العمل على تطويره، والاحتفال بافتتاحه قريباً.
وأضاف «القاسمى»: «يسألوننى دائماً لماذا تحب مصر؟؛ فيكون ردى ليتكم عرفتم ما فى مصر، إنها مختلفة دائماً، وليست مثل أى بلد».
وزيرة الثقافة: عام 2019 سيشهد زخماً ثقافياً غير مسبوق.. و«عزمى»: «دار الكتب» أصبحت عالمية بعد الترميم.. وتحديث جميع الأنظمة بها
وأكد أنه يتوجب علينا جميعاً أن نقف مع مصر دائماً، مشيراً إلى أنه لن يتأخر فى دعم مصر فى كل ما ينفعها، وشعبها الطيب.
ووجهت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، الشكر إلى حاكم الشارقة على تمويله أعمال ترميم «الدار» بتكلفة 33 مليون جنيه، كما وجهت الشكر إلى الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، ووزيرى الثقافة السابقين محمد صابر عرب، وحلمى النمنم على جهودهما فى الترميم.
وقالت «عبدالدايم»، فى كلمتها على هامش «الافتتاح»، إن عام 2019 سيشهد زخماً ثقافياً غير مسبوق فى مصر. وأضافت أن دار الكتب فى باب الخلق هى «أقدم مكتبة وطنية فى العالم»، موضحة أن الافتتاح يتضمن رسائل عديدة ومهمة فى العالم أجمع، وأن مصر لن تخضع أبداً للإرهاب الجبان، وأنها ستظل حاملة لمشاعل الفكر والثقافة فى المنطقة بأسرها.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى أنه سيتم الاحتفال بمرور 100 عام على ثورة 1919 خلال العام الحالى، و150 عاماً على افتتاح قناة السويس، وعام «مصر أفريقيا»، والعام الثقافى المصرى الفرنسى.
فيما قال الدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إن افتتاح «المبنى» يأتى بالتزامن مع مرور 115 عاماً على الافتتاح الرسمى الأول له فى فبراير 1904.
وأضاف «عزمى» أن «الدار» بدأت بـ20 ألف عنوان للكتب، ووصلت إلى مليون ونصف المليون عنوان فى شتى المعارف، وثروة لا تقدر بثمن عبارة عن 60 ألف مخطوطة، ولفائف البردى، وكتب نادرة، وأوائل المطبوعات، والدوريات. وأشار إلى أن «الدار» تقدم خدمات بحثية ومرجعية ومعلوماتية تجعلها قبلة للباحثين من العالم أجمع وليس مصر وحدها.
وأوضح أن عمليات الترميم والصيانة للدار تجعلها ترقى إلى دور الكتب العالمية، حيث تم تحديث كل الأنظمة، سواء أمنية أو لوجيستية أو معلوماتية وفق أحدث النظم. ولفت إلى أن «الدار» ستطلق مشروعاً ضخماً لذاكرة الرواد فى مصر، وستنشر مكاتب فى الفروع والمحافظات، وخدمات لذوى الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع اليابان. وأشار إلى نجاح «الهيئة» فى استعادة مخطوطتين فى 4 أشهر قبل أن يتم بيعهما فى الخارج، دون أن تتكلف الدولة جنيهاً واحداً.