مرض الزهايمر يعتبر من ضمن امراض الخرف التي تزداد نسبة الاصابة بها مع تقدم العمر. وكشفت الدراسات ان سببه زيادة ترسب مادة تشبه البلاك في الدماغ مما يؤدي الى اتلاف الخلايا العصبية. وللعلم، يعتبر ترسب مادة البلاك أمرا طبيعيا بيد أن الجسم السليم يتمكن من تدميره وازالته، بعكس جسم المصاب بالزهايمر الذي يعجز عن القيام بهذه العملية، وبالتالي يتراكم البلاك وتزداد سماكته. ويؤدي ذلك الى ضمور دماغ المصاب واختلال الوظائف الذهنية.
وبما انه يعتبر من الامراض الشائعة الانتشار والمزمنة التي لا يمكن ايقاف تدهورها، فأهم عامل في علاج هذا المرض هو الاكتشاف المبكر. مما يعلل انشاء مختلف الدول حول العالم برامج مسح وطنية تركز على التشخيص المبكر وتوفير الرعاية للمرضى وضمان الحياة الكريمة لهم ولأهلهم. وللتوضيح، تشخيص الاصابة بالزهايمر مبكرا أمر غاية في الاهمية، لأنه يزيد من فعالية ونجاح العلاج في السيطرة على المرض ويسمح بعلاج بعض المشكلات السلوكية.
أهمية التشخيص الدقيق
يشدد الخبراء على قصد اطباء متخصصين في امراض الخرف وامراض الجهاز العصبي للتأكد من دقة التشخيص، وان كان الشخص مصابا بالزهايمر او بمرض اخر من ضمن امراض الخرف. فقد يرجع ضعف الذاكرة وتدهور القدرات الذهنية لسبب آخر مثل الاصابة بمرض باركينسون (الشلل الرعاشي) او نتيجة لنقص التروية الدماغية (مثلما يحدث بعد حدوث الجلطة الدماغية او نزف الدماغ) او بسبب ادمان الكحول والمواد المخدرة او حتى نتيجة لمرض نفسي. ورغم سهولة الخضوع لفحص التصوير المغناطيسي واكتشاف وجود ترسب البلاك والضمور الدماغي، فان هناك عدة مشكلات في تشخيص هذا المرض. فبما ان غالبية المصابين من فئة كبار السن (تعدوا عمر 60 سنة) فهم ايضا مصابون بعدة امراض صحية تجعلهم يتناولون عقاقير علاجية ذات اثار جانبية على صحة الشرايين والدماغ. وعليه، فمن الصعب تحديد ان كان ما يعانيه المريض هو مرض الزهايمر، او ضعف دماغي ناتج عن تأثير الادوية التي يتناولها، او لمضاعفات مرض يسبب انخفاض التروية الدموية وتصلب الشرايين.
وبشكل عام، يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي وملاحظات اهل المرض والمحيطين به. فقد لا يشعر المصاب بأن به علة او عرضا غير طبيعي، بيد ان المحيطين به يلاحظون تغيرات في ذاكرته وشخصيته وسلوكه. كما يخضع المريض لاختبارات الذاكرة والقدرات الذهنية. ومن المهم تقييم الصحة العامة أيضا عبر تحاليل الدم والتصوير الاشعاعي للتأكد من خلو الدماغ من اي امراض اخرى.