خرج المهندس وائل فخراني عن حالة الصمت، التي التزمها منذ أندلاع الشرارة الأولى لأزمة طرده من شركة Careem، وكتب مؤخرًا تدوينة مُطولة على صفحته الخاصة على منصة Medium للتدوين، جاءت تحت عنوان ، نفى فيها ما ورد بالبيان الذي اصدرته الشركة، وأدعت فيه قيامه بتقديم استقالته من منصبه.
وقد عبر عن استياءه الشديد من الطريقة التي قامت بها Careem باستخدامها لأنهاء تعاقده معها، والتي سبق له أن وصفها بالمُهينة في تغريده سابقة له علي موقع Twitter للتدوين المُصغر.
واستطرد بقوله، الشركة اصدرت بيانًا صحفيًا، وضع بعناية، ليبدو وكأنه يمنحني خروجًا مشرفًا كريمًا، وكان يحمل بصمات مؤسسة كبيرة تأخذ خطوات سريعة. فمدحوا مؤهلاتي، وقدراتي المهنية بتلك الشركة أن قفزت خلال فترة عملى فيها لخمسة أضعاف، وأشاروا إلى الرؤية المُتعارضة، التي يمكن أن تكون أختلاف في الشخصيات.
- وقد كان لنا تحليل سابق نشر بأراجيك حول تلك النقطة تحديدًا، يمكنك الاطلاع عليه .
ثم عبر عن دهشته بقوله، كان يجب أن أكون مُمتنًا! أفترض، لكن للأسف لم تكن تلك الحقيقة. ثم تابع تدوينته قائلًا، مصدوم، أعتقد أني كُنت ساذجًا جدًا. فخلافًا للبيان الذي تم إصداره من قبل Careem أنا لم أستقل، وأنما طردت بشكل غير رسمي من العمل، بعدما كانوا يتوددون إلى ويغازلوني بشدة، وبشكل مُقنع للانضمام لها قبل عدة أشهر ماضية.
وأشار في سياق تدويناته المُطوله، على أن الطريقة والأسلوب، والدوافع وراء هذا التصرف هي الآن موضوع الدعوى القضائية التي رفعتها ضد Careem، عقب لجؤه للتحكيم الدولي.
وأكد الفخراني، على أن شركة Careem كانت تتعامل معه على أنه بمثابة أصل، يجب الحفاظ عليه، وذلك أثناء قيامها بجمع أموال التمويل اللازم لها، ولكن عندما تم لهم ما أرادوا من البداية، باتوا ينظروا إليه كالتزام، يجب التخلص منه. ولفت إلى أن تفاصيل ما حدث له داخل أروقة الشركة هي الآن ضمن دعوى قضائية رفعها ضد الشركة أمام التحكيم الدولي.
وقد تحدث عن ما اسماه بالهجرة العكسية، بعدما عزم على ترك منصبه المُتميز السابق بـ Google بعد قضائه لعشر سنوات ناجحة مع عملاق التكنولوجيا بالعالم، مُعلقًا على كتابة تدوينته الشهيرة Why I left Google to join Careem ?، على منصة Medium للتدوين أيضًا، بأنها كانت رسالة أمل كتبها لنفسه، في لحظة غاية الصدق والشفافية، وأراد مُشاركتها مع الآخرين. فالأمر كان بالنسبة له كحلم يتتوق لمطاردته.
وتابع، أنه أمر غير متقليدي. ففي حين أن العديد يغادرون مصر، لمُطاردة الفًرص في الغرب، في مُحاولة للبحث عن حياة أفضل في أماكن آخرى، فعلت أنا العكس. تركت عمل رائع في Google، ووسائل الراحة المُتوافرة في الحياة الغربية، وعكست واجهتي، وقُمت بهجرة عكسية. لقد عُدت إلى مصر والشرق الأوسط، لأنضم لشركة ناشئة تُدعى Careem، والتي كانت تبدأ بشن حرب التنافس مع Uber المُسيطرة على سوق خدمات النقل الجماعي في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد، على أن Uber كانت تعرقل عملهم كمنافس قوي، بشكل لا يرحم، وفي تسابق على الهيمنة على السوق بالشرق الأوسط، كانت مصر، ومع أكثر من 90 مليون شخص، أرادت Careem أن تحقق موقع لها كعلامة تجارية ناشئة.
ثم وصف الأمر قائلًا، لقد كان ذلك أمرًا رهيبًا، ومحفوف بالعديد من المخاطر، لكن كان هُناك ثلاثة أشياء دفعتني للذهاب نحو المجهول، فأولًا أنا مصري، وهذه فًرصة لأعيش وسط أهلي في مسقط رأسي، وثانيًا أنا شخص يحب التحدي، وكان الأمر سيكون مربحًا جدًا لو نجحت، وأخيرًا لقد أردت في صميم نفسي أن أثبت إمكانية حدوث تغيير إيجابي في بلد يعتقد الكثيرون أن الأمل بداخلها محدود
وتابع، لقد أردت أن أكون جزءًا من شيء من شأنه أن يحدي الوضع الراهن، الأمر الذي من شأنه أن يخلق حالة من الحراك، وإحداث تأثير مضاعف من شأنها أن تؤثر بشكل إيجابي على حالة المجتمع.
وقد أشار، أنه خلال فترة ولايته لـ Careem كان مسؤول عن جوهر الأعمال التجارية، من التعاقد مع عشرات الآلاف من السائقين، وتوفير حياة أفضل هم، والعمل على تحسين جودة الخدمة.
في تعليقه حول ما حدث بالنسبة لسوق التوظيف قال، أن هذا هو العالم الحقيقي، فالحصول على وظائف لكل الناس كل الوقت، ليست بالعملية العادلة دائمًا، وهذه هي الحقيقة القاسية والصعبة بالنسبة لي. ففي نهاية المطاف سوف يتم تسوية هذه القضية في ساحات المحاكم، وماذا في ذلك؟ هذه الرسالة ليست عني، وأنما عن السائقين.
واستطرد، سائق يتخلى عن رزقه ويأتي للعمل لدى Careem، تحت وعود بتحقيق مكاسب مُستدامة، ومع ذلك، وفي سباق التشغيل في أعمال تتطلب الكفاءة، في نظام يتطلب تحقيق النمو لإقناع المستثمرين للحفاظ على استثماراتهم ودفع أكثر من ذلك، يتم التخلى عنه، هذه هي الحقيقة القاسية لدى Careem، وفي حين أنني لست سائق، قامت Careem بفعل ذلك معى. وأنا أعلم أن ذلك لن يعني الكثير بالنسبة للكثيرين. ولكنه يعنى بالنسبة للسائق.
وكان م. وائل الفخراني، قد قام بمُداخله هاتفية لآحدى البرنامج التلفزيونية المُذاعة على آحدى القنوات الفضائية، أكد فيها على أن شركة Careem قامت بأرسال E-mail له يفيد بأنهاء تعاقده بدون أبداء أي أسباب، مؤكًا على أنه طلب أجراء تحقيق رسمي عاجل بشأن بعض الأمور المُثارة حول أسلوبه الأداري وبعض الأمور المُتعلقة بالعمل والتي تم إلصاقها باسمه، ولكن لم يتم الاستجابة لطلبه، بل تم تجاهله تمامًا.
واستطرد قائلًا، أن شركة Careem كان رأسمالها منذ 7 أشهر 200 مليون دولار، وحينما بدأت العمل، وحاليًا بلغ مليار دولار، منوهًا إلى أن الشركة رات أن التخلص منه أرخص من أن يقوموا باعطائه لحقه. فقد كان العقد ينص على منحه نسبة من الأسهم نظير تخفيض أجره، وقد تلقيت الكثير من الوعود من إدارة الشركة، لكن لم يتم الوفاء بها، لافتًا النظر إلى أن الشركة قد سبق ووعدته بالعديد من الأمور، لكي يقبل الأنضمام لها ويترك منصبه بـ Google.
وقد أشار خلال بمُداخلته الهاتفية، إلى أنه وردته العديد من المكالمات من الموظفين؛ لتأييده والوقوف بجانبه، غير أنهم يخشون رد فعل إدارة الشركة.
وجدير بالذكر أن شركة Careem الإماراتية، والتي يقع مقرها الرئيسي في دبي، قد تأسست عام 2012، يهدف توفير خدمات طلب سيارات الأجرة عبر تطبيق للهواتف المحمولة، على أن يتم الدفع نقدًا أو بواسطة بطاقة الائتمان، وذلك بعدة مُدن مختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإضافة إلى تركيا وباكستان، وهي تُعد شركة Uber أقوى المنافسين لها في الشرق الأوسط…