لا تزال أزمة الزيادة السكانية هى أحد أبرز الأزمات التى تواجه الدولة المصرية، وهو ما جعل الحكومة تركز على مواجهتها عبر العديد من حملات التوعية، إلا أن بعض الموروثات الشعبية، وبعض الفتاوى الشاذة التى تحرم تنظيم الأسرة تعد حائط صد أمام التصدى لهذه الظاهرة، وهو ما ينبغى أن يتم حله بشكل سريع عبر التوعية الشاملة.
حل أزمة الزيادة السكانية لا ينبغى أن يقتصر على مواجهة النمو السكانى، بل أيضًا تحسن خصائص السكان الموجودة فعليًا، وإعادة التوزيع السكانى بحيث لا تقتصر على الكثافة السكانية فى نسبة قليلة من مساحة مصر، ولعل المدن الجديدة التى تنشئها الدولة تساهم فى تقليل الكثافة السكانية فى منطقة الوادى والدلتا.
فى هذا السياق، قال النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، إن مواجهة أزمة الزيادة السكانية بمفهومها الشامل يتطلب تفعيل استراتيجية 2030 بشأن الزيادة السكانية، حيث إن هذه الظاهرة تضع أدوار محددة يجب على جميع مؤسسات الدولة أن تشارك فيها.
وأضاف وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن مهمة مواجهة الزيادة السكانية ليست مهمة وزارة الصحة فقط، بل أيضًا وزارة التضامن والمؤسسات الإعلامية والمؤسسات الدينية وتشريعات البرلمان، وجميع وزارات الحكومة.
ولفت النائب محمد أبو حامد، إلى أن مواجهة الزيادة السكانية ينبغى أن تشمل مواجهة تدنى خصائص القوى السكانية، حيث إن تعداد مصر ما يقرب من 100 مليون مواطن وهناك نسبة فقر ومرض لابد من مواجهتها، وذلك من خلال تحسين خصائص السكان الموجودة فعليًا، بجانب إعادة توزيع القوى السكانية على مستوى مصر، حيث إن المواطنين المصريين يعيشون فى 15% من مساحة مصر، لافتًا إلى أن المدن الجديدة التى تفتتحها مصر تساعد بشكل كبير فى تقليل تلك الكثافة السكانية.
وفى إطار متصل، قالت النائبة مرفت موسى، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، وعضو البرلمان عن حزب المصريين الأحرار، إن الحملة التى أطلقتها الدولة "كفاية 2"، ستؤتى ثمارها بشأن التوعية بضرورة مواجهة الزيادة السكانية، وتنظيم الأسرة.
وأضافت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن استخدام الإعلام فى مواجهة ظاهرة الزيادة السكانية هو أمر ضرورى للغاية كان لابد من الرجوع إليه، نظرًا لتأثير الإعلام على عقول المصريين وقدرته على الإقناع باستخدام وسائل البث الحديثة.
ولفتت عضو البرلمان عن حزب المصريين الأحرار، إلى أن ظاهرة الزيادة السكانية تحتاج إلى حملة إعلانية طويلة المدى، للوصول إلى جميع الفئات، وتصل أيضا إلى كل القرى والنجوع لإقناع المصريين بضرورة تنظيم الأسرة.
وفى الإطار ذاته أكد النائب سامى رمضان، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، أن الزيادة السكانية مرتبطة بشكل كبير بالنمو الاقتصادى وكذلك مشروعات التنمية، حيث إن هذا النمو السكانى يؤثر بشكل سلبى فى الاقتصاد وهو ما يتطلب ضرورة ضبط هذا النمو السكانى.
وأضاف عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حملات التوعية عبر وسائل الإعلام تعد هى أبرز الوسائل القادرة على إقناع المواطنين بضرورة تنظيم الأسرة، لافتًا إلى أن هناك موروثات شعبية خاطئة تدفع الأسر نحو عدم الالتزام بتنظيم الأسرة باعتبار أنها حرام، رغم أن تنظيم الأسرة حلال، ولا يوجد به أى شىء من الحرمانية.
ولفت النائب سامى رمضان، إلى أن بعض الأسر تزيد من عدد أولادها وتعتبر أو الأولاد عزوة رغم أن ظروف هذه الأسرة الاقتصادية تكون ضعيفة وهو ما يؤثر على تربية أولادهم، وبالتالى فهناك ضرورة للتوعية بخطورة أزمة الزيادة السكانية عبر وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية وبيان آثاره السلبية على المجتمع.