تحظى دراسة أسماء المدن العربية وجغرافيتها، أهمية قصوى لدى الشعوب بما تحويه من علامات بارزة وأحداث تاريخية، ستظل عالقة في الأذهان عبر العصور والأزمان.
وتتشابه أسماء العديد من المدن داخل البلدان العربية، وذلك لتقارب الأحداث والوقائع وأيضاً التاريخ إلى حدٍ كبير.
وتثير أسماء العديد من المناطق والمدن اليمنية اهتمامًا لافتًا، بسبب التشابه الأسمي الكبير مع نظيرتها في مصر.
فهناك مدينة المنصورة في اليمن، وأيضاً المنصورة المصرية، واللافت أن أشهر معالم المدينتان "سجن شهير".
مدينة المنصورة اليمنيةتقع مدينة المنصورة اليمنية ضمن مديريات محافظة عدن، ويزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة.
أُنشأت المديرية التابعة لمحافظة عدن عام 1962، وسميت بالمنصورة، بقرار صادر من المجلس التشريعي العدني.
وشيدت مدينة المنصورة في إطار حملة التوسع العمراني اليمني، لمواجهة أزمة التكدس السكاني جراء ازدياد عدد السكان، وتوسيع قاعدة عدن البريطانية، وجعلها مركزاَ للقوات العسكرية بالشرق الأوسط.
وضمت المدينة التي اكتمل بناؤها خلال الفترة من 1955 إلى 1962، أكبر وأهم قاعدة عسكرية بريطانية في الشرق الأوسط، وكذلك احتوت المديرية على منطقة صناعية في الجزء الغربي منها.
ومن أهم معالم مدينة المنصورة المعمارية، السجن الذي استغرق بنائه عامين 1962-1963، وهو سجن سياسي أنشأته بريطانيا لاعتقال مناضلي جيش التحرير، وفدائيي الثورة المسلحة، وحاليًا يتبع وحدة الأمن المركزي اليمني.
مدينة المنصورة المصريةتقع مدينة المنصورة المصرية على الجانب الشرقي لنهر النيل "فرع دمياط"، وتبعد 120 كم إلى شمال شرق القاهرة، ويبلغ تعداد سكانها نحو نصف مليون، وهي عاصمة محافظة الدقهلية.
أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، من ملوك الدولة الأيوبية عام 616 هـ ـ 1219م، وكان يطلق عليها اسم "جزيرة الورد" لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر.
سميت بالمنصورة، بعد الانتصار الذي حققه المصريون، على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، والتي جاءت إلى مصر عبر فرع دمياط، واعترضها الجيش المصري عند مدينة جزيرة الورد.
وقعت في أجواء المدينة أكبر معركة جوية عبر التاريخ، والتي سميت بمعركة المنصورة الجوية يوم 14 أكتوبر 1973، وتعد هذه المعركة من أهم المعارك الجوية وكان لها دور كبير بانتصار مصر في حرب أكتوبر 1973.
وتُعد جامعة المنصورة أحد أبرز علامات المدينة، والتي تأسست عام 1962 كفرعًا لجامعة القاهرة، ثم أصبحت جامعة مستقلة سنة 1973، ولها فرع بمحافظة دمياط.
وحصلت جامعة المنصورة على المركز الثالث على مستوى جامعات مصر بعد الجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة، والمركز التاسع على مستوى جامعات قارة إفريقيا.
أما أبرز معالم مدينة المنصورة تاريخياً، هي دار ابن لقمان، والذي أخذ شهرته بعد أن سجن فيها لويس التاسع ملك فرنسا، وقائد الحملة الصليبية السابعة على مصر.
وأنشئ بالدار متحف تاريخي يحوي الكثير من اللوحات والمعلومات والصور، التي توضح دور الشعب المصري في تحطيم قوات الصليبين، إلى جانب بعض الملابس والأسلحة التي استخدمت في المعركة.