مراجعة كلية للعقوبات وخروقات سافرة للقانون واجتماع طارئ مع الداخلية
تلقت مصداقية جامعة كرة القدم ضربة قوية، بعدما راجعت كل أحكامها في أحداث الشغب دفعة واحدة وبشكل كبير ويتعارض مع القانون التأديبي، أمس (الأربعاء).
وخفضت لجنة الاستئناف عقوبة الرجاء من إجراء أربع مباريات دون جمهور إلى مباراة واحدة وغرامة 25 ألف درهم، وخفضت عقوبة المولودية الوجدية من خمس مباريات إلى مباراة واحدة، مع غرامة 20 ألف درهم.
وخفضت الجامعة أيضا عقوبة الجيش الملكي من مباراتين إلى مباراة واحدة.
ويظهر من خلال الأحكام، وجود تناقض كبير بينها وبين أحكام اللجنة التأديبية، من جهة، وبينها وبين القانون التأديبي، خصوصا المادة 105، من جهة ثانية.
وباتت العقوبات متساوية بين الأندية (مباراة واحدة لكل فريق)، رغم الاختلاف الكبير في الأفعال المرتكبة من قبل مشجعي كل فريق.
وعلى هذا الأساس، فإن عقوبة الجيش الملكي الذي أشعل مشجعوه الشهب الاصطناعية، أصبحت متساوية مع عقوبة جماهير الرجاء، الذي خرب مشجعوه مرافق الملعب، واعتدوا على رجال الأمن، ومع عقوبة المولودية الوجدية الذي اجتاح مشجعوه أرضية الميدان، وخربوا الملعب، واشتبكوا مع نظرائهم من نهضة بركان.
وفي المقابل، لم يطرأ أي تغيير على عقوبة نهضة بركان، الذي عوقب بإجراء مباراتين دون جمهور، علما أن جماهيره خربت مرافق الملعب، وأضرمت النار في الكراسي، وحملت لافتات مستفزة لجماهير المولودية، الأمر الذي يستوجب عقوبة أشد.
ويظهر التناقض الصارخ في العقوبات في مباراة المولودية الوجدية ونهضة بركان، إذ بينما تحولت من لعب خمس مباريات دون جمهور إلى مباراة واحدة بالنسبة إلى المولودية، فيما تمت تزكية عقوبة نهضة بركان.
ونفى مسؤول جامعي وجود ضغوط من خارج الجامعة لمراجعة العقوبات، مشيرا إلى أن لجنة الاستئناف أعادت دراسة الملفات واستمعت إلى دفوعات الفرق المعنية.
من ناحية ثانية، استدعت وزارتا الداخلية والشباب والرياضة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورؤساء أندية القسم الأول، لعقد اجتماع، اليوم (الخميس) بالرباط.
وعلمت “الصباح” أن الدعوة للاجتماع جاءت بناء على أحداث الشغب التي ضربت الملاعب الوطنية في الآونة الأخيرة، وتسببت في أحداث مأساوية لرجال الأمن والمشجعين، كما ساهمت في تخريب العديد من الممتلكات العامة والخاصة.
وتلقت وزارتا الداخلية والرياضة تعليمات من جهات عليا، للتصدي لهذه الظاهرة، بعد أن أصبحت تؤثر على صورة المغرب داخليا وخارجيا، وساهمت بشكل كبير في معاناة مواطنين، إضافة إلى تسببها في تكبد خسائر مالية مهمة للجميع.
ومن المقرر أن يتلقى رؤساء الأندية عتابا من مسؤولي قطاعي الداخلية والرياضة، باعتبار تحملهم جزءا من المسؤولية في ما يقع من أحداث شغب، ودعوتهم إلى ضبط النفس.
عبد الإله المتقي وصلاح الدين محسن