القذافي كان يكذب... دفعنا عنه للممرضات وباع الإماراتيين مصفاة نفط بـ 400 مليون دولار تبيّن أنها سكراب
أمير الكويت قام بدور جبّار... وجهوده لن تنساها شعوب الخليج
السعودية الشقيقة الكبرى ولها احترامها وتقديرها وهي العمود الفقري لمجلس التعاون
دور الكويت واضح ويقف في سبيل بقاء مجلس دول التعاون قوياً وهو آخر ما لدينا
إذا انهار مجلس التعاون فالعلاج سيحتاج لسنوات طويلة... ولن تقوم لنا قائمة
هناك أخطاء في «الجزيرة» لأنه عندما تنتقل قناة من «لا حرية إلى حرية»... تحدث فوضى
لو عرف مخترعو التكنولوجيا أننا سوف نستخدمها بهذا السوء لما قبلوا باختراعها
كيف نتفق مع المعارضة لتغيير العائلة الحاكمة بالبحرين؟... فما حل بجارك سيحل بك
نختلف مع إيران... لكن المواجهة يجب أن تكون بالصداقة وبحث الأمور بصراحة وجهاً لوجه
العلاقة مع إسرائيل بدأت بعد مؤتمر مدريد وبصراحة كان ذلك تزلفاً وتقرباً من أميركا
قطر لا تتآمر على مصر... و«الإخوان» ارتكبوا خطأ استراتيجياً رغم وصولهم بانتخابات نزيهة
كل الدعم الذي وصل المعارضة السورية كان بالتوافق مع السعودية وبالتنسيق مع الأتراك والأميركيين
عندما جاء أن «النصرة» غير مقبولة توقف الدعم... ليس لدينا ثأر مع بشار وحلفاؤنا غيّروا موقفهم
قطر قامت بأدوار كثيرة منها الجيد ومنها ما قد يكون سلبياً ولكن لم نراعِ توزيع الأدوار
ليس لدينا ثأر مع بشار وحلفاؤنا غيّروا موقفهم
أشاد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بجهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد «الجبارة» لحل الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من جهة ثانية.
وشدد على ضرورة حل الأزمة التي وصفها بـ«المخجلة لكل الخليجيين» بالعقل والحكمة، مؤكداً أن قطر تؤيد الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في المنطقة.
جاء ذلك في مقابلة مع تلفزيون قطر، ليل أول من أمس، تطرق فيها رئيس الوزراء السابق إلى سياسات قطر في العشرين عاماً الماضية وعلاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، ودورها في المنطقة.
الكويت
وأشاد حمد بن جاسم بجهود سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، قائلاً إن «أمير الكويت قام بدور جبّار وعمل المستحيل لحل الأزمة... وهذه الجهود لن تنساها شعوب الخليج».
وإذ أشاد بتعامل قطر مع الأزمة الذي يدل على أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني «أكبر من سنه ولديه حكمة أكثر»، أكد أن قطر تعوّل على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحل الأزمة، قائلاً «نعوّل على الملك سلمان في امتلاك زمام المبادرة بحل الأزمة بالأسلوب الذي نعرفه وليس بأسلوب يريده البعض أن يعملوه ولن ينجح، وحتى إن نجح فهو هزيمة»، مشدداً على ضرورة أن تنتهي الأزمة «المخجلة لكل الخليجيين بالعقل والحكمة».
وأضاف أن الأزمة «جعلت العالم كله يتفرج علينا وعلى الأسلوب الرخيص، واستخدام التكنولوجيا استخداما سيئاً، ولو عرف مخترعو التكنولوجيا أننا سوف نستخدمها بهذا السوء لما قبلوا باختراعها»، معتبراً أن بعض دول الخليج «تلعب لعبة غير محسوبة ستلحق بها الضرر الكبير».
وتابع: «لقد وصلنا إلى محرمات سيئة، وخلقنا شرخاً كبيراً جداً بين الشعوب وهذا أخطر من الشرخ بين الحكومات»، معرباً عن تأييده للدعوة التي أطلقها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بضرورة وقف «المهاترات» التي قال إنها «ستؤدي إلى تعميق الخلاف بين الحكومات والشعوب التي تستغل من قبل الحكومات».
وحول الدور الكويتي، قال إنه دور «واضح يقف في سبيل بقاء مجلس دول التعاون قوياً، وهو آخر ما لدينا وإذا ما انهار المجلس وحصل هذا الشرخ فهو سيحتاج إلى علاج لسنوات طويلة ولن تقوم لنا قائمة».
ولفت إلى أن «هناك نهضة اقتصادية حدثت في واشنطن بسبب الصرف على إنشاء (اللوبيات)» من قبل الدول المعنية بالأزمة، مضيفاً «خلقوا جيوشاً من (الذباب الإلكتروني) وكل مخابرات دولة أنشأت جيوشها ستنقلب عليها يوماً ما... والشعوب ليسوا أغبياء».
غياب مجلس التعاون
وفي سياق حديثه عن أسباب الأزمة وتطوراتها، اعتبر حمد بن جاسم أن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر تمت عبر عملية تخطيط مسبقة.
وأعرب عن استغرابه لأن أمير قطر كان موجوداً في الرياض (في نهاية مايو الماضي قبل أيام من الأزمة التي اندلعت في 5 يونيو الماضي) ومشاركاً في القمم التي عقدت هناك، وشارك فيها خادم الحرمين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولم يكن هناك إحساس بأن هناك عتباً أو مشكلة في هذا الموضوع.
وانتقد غياب مجلس التعاون الخليجي في هذه الأزمة، قائلاً «لم نر المسؤولين في مجلس التعاون في هذه الأزمة، كنت أتمنى أن أراهم في هذه الأزمة حتى ولو حمّلوا قطر المسؤولية أو حتى الدعوة إلى اجتماع لبحث الأزمة... كل هذا لم يحدث».
وأضاف: «نحن نعلم أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الشقيقة الكبرى ولها احترامها وتقديرها، وأيضاً عليها أن تراعي الدول الصغيرة في المنطقة، دائماً أقول إن السعودية هي العمود الفقري لمجلس التعاون ولكن ينبغي أن نترفع في خلافاتنا وأن تتعامل الدول مع الدول الأخرى على أساس واضح».
واعتبر أن ما يجري تجاه قطر من قبل جيرانها الخليجيين قد يكون الغرض منه «فرض سياسة معينة في المنطقة وجعل قطر تنشغل بهذا الخلاف لفرض هذه السياسة»، مضيفاً: «لا نريد أن نتشارك، فقط عليهم أن يحيطونا علما، وقطر ليس لديها ما يمنع مشاركتهم.. لقد شاركنا معهم في اليمن من دون أن نعرف سبب القتال، وشاركنا في سورية، وعندما دمرت سفارة المملكة (العربية السعودية) في إيران سحبنا سفيرنا وعملنا ما عملوه (فعلوه)».
القذافي
وأوضح حمد بن جاسم أن التسجيلات المسربة المنسوبة للزعيم الليبي معمر القذافي وأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة كانت الرياض عرضتها على الدوحة وانتهى الأمر.
وأكد أن هذا موضوع أُشبع بحثاً فلماذا يتم إخراجه الآن؟ لافتاً إلى أن «العلاقات بعده أصبحت (سمن على عسل)».
وقال إن قسماً من تلك التسريبات، التي استخدمت مراراً خلال الأزمة، كان صحيحاً، مشيراً إلى أن القذافي سلم بلاده في إحدى المناسبات أشرطة ضد السعودية وطلب بثها عبر قناة «الجزيرة»، إلا أن الدوحة رفضت ذلك.
وأفاد أن بلاده أبلغت السعودية حينها بهذا الموضوع، وأنه سافر إلى الرياض، وقابل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وأكد له أنه تم إبلاغ مسؤولين سعوديين سابقاً بالقضية، وأغلقت المسألة حينها.
وأشار حمد بن جاسم إلى أن القذافي، كان أسرّ لهم حين ذهبوا إليه بأنه يحضر لمؤامرة لتغيير نظام الحكم في السعودية، مضيفاً «كنا نضحك أنا والأمير الوالد حين نركب الطائرة... كان يجلس ويوضح بالعصا والرمل أنه سيرسل 50 سيارة كما لو كانت الرياض أو المملكة.. نيامي أو تشاد.... يعني كان يحلم».
وشدد على أن الدوحة أبلغت الرياض بخطط القذافي ضدها، وقال: «أخبرناهم بأننا مضطرون لمسايرته، لأن هناك موضوعاً مالياً معه».
وقال إن «القذافي كان يكذب ويبيع استثمارات وهمية لنا وللإمارات... وكان يعتبر المساعدات الخليجية له في أزمات مثل لوكيربي والممرضات البلغاريات مكسباً».
وأضاف: «القذافي كان يعتبر دول مجلس التعاون درجة رابعة، وأنه هو متقدم، وكان هناك حديث بينه وبين السعودية لحل أزمة طائرة لوكيربي، والسعودية سعت بشكل كبير لحل خلاف لوكيربي ولكن حصل اختلاف في آخر الموضوع».
وأوضح أن «قطر تدخلت بعد ذلك ورتبنا لقاءات بينه وبين بريطانيا وأميركا، والقذافي قدّر لنا هذا الموقف، وكان يتحدث عن رغبته في استثمارات لنا في ليبيا، ونحن كنا نطمح في استثمارات في دول عربية، فبدأنا نتكلم عن مشاريع، وفي ذلك الوقت أبوظبي كانت تتكلم أيضاً وكان هناك منافسة».
وأضاف: «القذافي كان يكذب ولقد صادنا نحن وأبوظبي، وفوجئت أنه باع الإخوان في الإمارات مصفاة نفط بـ 400 مليون دولار على أنها تنتج، ثم ظهر أنها سكراب، وبعد أن صاد الإمارات صادنا أيضاً، فقد كلمني القذافي وابنه للتدخل في موضوع الممرضات البلغاريات، وقالوا لنا إن القذافي حلف ألا يدفع في هذه الموضوع، وقالوا لنا ادفعوا، ونحن سنعيد المبلغ بعد أسبوع، ولكن مرت فترة من دون ان يردوا شيئا».
خصوصية العلاقات
وأعرب رئيس الوزراء السابق عن استغرابه لسياسة بعض الدول الهادفة لعزل بلاده، قائلاً «إن قطر كانت في فترات عدة لها علاقات جيدة ومتينة مع أبوظبي، وكذلك الخصوصية في العلاقات السعودية - القطرية قديماً... التي مهما وصلت إلى خلافات في السابق، إلا أنه كان هناك خط رجعة لوجود خصوصية في هذه العلاقة».
وأضاف ان «هذه الخصوصية دائماً ما كانت تحل المشاكل سواء كان الخطأ قطرياً أو سعودياً، حيث كان ملوك السعودية السابقون يتدخلون بشكل واضح ويتم حل الموضوع لأنهم يعتبرون أنفسهم الأخ الأكبر، وقطر أيضا تعتبرهم الأخ الأكبر والعمود الفقري لمجلس التعاون الخليجي، فكان هناك نوع من المخارج لأي مشكلة وعلى أساس سليم وليس كلاماً فقط».
«الجزيرة»
ورداً على سؤال ما إذا كان تم إنشاء القناة لتصفية حسابات مع بعض الدول الخليجية والعربية، قال حمد بن جاسم إنه عندما فكر الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في إنشاء قناة «الجزيرة» كان الهدف منها أن تكون مسموعة من كل العرب وغير العرب، وتلتزم قدر الإمكان بالحياد.
وأشار إلى أنه كان من بين من شاركوا في تأسيس القناة بناء على تعليمات الأمير الوالد في ذلك الوقت. وقال «إنه بعد التأسيس بعامين أو ثلاثة شعرت بالندم بسبب المشكلات الكثيرة التي تسببت فيها لدولة قطر لأنها التزمت خطا معينا، وهذا الخط كان مؤذيا لنا في وزارة الخارجية وفي الدولة لأن هناك دولا عربية معينة لم تكن معتادة على حرية التعبير».
وأعرب عن اعتقاده بوجود أخطاء في«الجزيرة» «لأنه عندما تنتقل قناة من (لا حرية إلى حرية) تحدث فوضى وهو ما حدث في بعض البرامج ومع بعض الضيوف».
وساطة قطر
وتطرق إلى الدور الذي لعبته قطر في حل خلاف سياسي في السابق بين السعودية والإمارات، قائلاً «كان هناك خلاف حدودي على نقطة ثلاثية بين الإمارات والسعودية وسلطنة عمان، وتم تحريك هذه النقطة، والسعودية كان لها وجهة نظر وكانت هذه واحدة من القضايا وكانت هناك مطالب بشأن الحدود في ما بينهم، وتم تكليفي من قبل الأمير الوالد، ووفقنا في جمعهم وغادر معنا الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي في ذلك الوقت وتم تصفية هذا الموضوع بحضور الأمير الوالد».
وعن الخلاف السابق بين قطر وأبوظبي، عندما قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله خلال زيارة له لمصر بأن الشعب القطري لا يتجاوز تعداد سكانه أحد أحياء مصر، ورد قطر (على لسان حمد بن جاسم) بأن الشيخ زايد والد الجميع، قال رئيس الوزراء السابق: «إنه عند صدور هذا التصريح كنت في اجتماع بدولة الكويت، وكنت أستغرب هذا التصريح لأنه لم يكن هناك أسباب لصدور ذلك، يومها انتهينا من اجتماعنا ورجعت إلى الدوحة، وقال لي الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إذا كنت تريد الرد لابد أن يكون ردا إيجابيا وفعلا رددت الرد الإيجابي المعروف بأن الشيخ زايد والد الجميع».
قطر والبحرين
ورداً على سؤال حول العلاقات القطرية - البحرينية، ومرورها عبر العقدين الماضيين بخلافات حدودية، قال حمد بن جاسم: «هذا الخلاف القطري - البحريني على بعض الجزر والمياه البحرية سلم لسنوات عديدة للشقيقة المملكة العربية السعودية، وكان هناك مجهود مبذول من قبلها».
وأضاف «أذكر أنه قبل الذهاب للمحكمة الدولية جاءت خريطة للأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله، فيها فكرة من السعودية لتقسيم المنطقة الحدودية التي عليها خلاف، والرد كان بعد التشاور وبعد أيام، ذهب سمو الأمير الأب إلى الدمام وقابل الملك فهد وأبلغه بموافقته على الحل السعودي وشكره على مبادرته للحل وسأله عن موعد حل القضية فأخبره بأنه بعد أسبوع أو أسبوعين سيكون هناك حل للمشكلة، وظللت أذهب بعدها عدة مرات ولمدة أسابيع ولكن لم يحدث أي جديد... هذا الموضوع أخذ عدة أشهر ولم يحصل شيء».
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على صياغة ورقة للذهاب لمحكمة العدل الدولية، ووافق الملك فهد على ذلك، لكن حصل غزو الكويت وتوقف كل شيء، وقال «جاء بعدها مؤتمر الدوحة ووضعت فيه الورقة القطرية بحضور الجميع وسأل الملك فهد موافقة اخواننا البحرينيين على الورقة القطرية لكنهم رفضوا توقيع الورقة قبل أن يوقعوا عليها بعد يومين، وسعينا قبل الذهاب للمحكمة أن يكون هناك حل ودي ولكن كانت هناك أطراف ضد الحل الودي وضد الذهاب للمحكمة، ويبقى الموضوع كما هو».
وأوضح أن «الأمير الوالد قال: إن هذا الموضوع مثل النزيف لنا وللإخوة في البحرين وعلينا ان نذهب للمحكمة وما تحكم به سنقبل به... وذهبنا لمحكمة العدل الدولية وقبلت المحكمة الاختصاص، وتم تقسيم الحدود وأعلنا في وقتها قبولنا هذا الحل الذي طرحته المحكمة وبدأ تطبيع العلاقات من جانبنا مع البحرين وكان تطبيعاً صادقاً، وكنا نتحدث عن مشاريع مشتركة وجسر وغيره من المشاريع».
ولفت إلى أنه «كانت إذا حصلت مشكلة مع أي دولة نجد البحرين متصدرة المشهد ويبررون ذلك بأن عليهم ضغوطاً، وقلت لهم ذات مرة لا تمشوا معنا قاطعونا مع الطرف الثاني لكن لا تتصدروا المشهد لأنه بيننا قرابة ووشائج اخوة كبيرة بين العوائل القطرية البحرينية، لكن دائما هم يتصدرون أي مشهد».
أزمة البحرين 2011
وعن الوساطة القطرية لحل أزمة البحرين في العام 2011، قال: «كان في ذاك الوقت سعادة السيد حمد بن خليفة العطية في اتصال مع الحكومة البحرينية على أعلى مستوى لإيجاد حل سلمي، وكانت هناك موافقة من قبلهم على هذا الموضوع، ولذلك سعادة السيد حمد العطية أخبرني بقبول الحكومة البحرينية دخولنا في الوساطة، وأيضا جاءني اتصال من الولايات المتحدة من جانب جيف فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى وطلب مني المساعدة في الوساطة وأخبرني بأنه سيكون في البحرين عندما أذهب الى هناك».
وأضاف «كما اتصل بي الأمير سعود الفيصل رحمه الله وقال لي إنه يريدني معه في البحرين لحل القضية، وطلبت موافقة صاحب السمو الأمير الوالد الذي وافق على ذلك، وذهبت بالفعل ووصل قبلي الأمير سعود الفيصل وقابلنا جلالة ملك البحرين وتكلمنا عن الموضوع وأخبرته بأنني ذاهب لمقابلة (رئيس جمعية»الوفاق»المعارضة) علي سلمان على أساس انسحابهم من دوار اللؤلؤة سلمياً، وبالمناسبة لم أكن أعرف علي سلمان ولم ألتقه ولا مرة واحدة.. فقط حصلت محادثة هاتفية معه بناء على الاتفاقات التي صارت وعندما تحدثت معه قال لي إن جيف فيلتمان عنده وتحدث معي فيلتمان وهو عنده وقال لي إنه سينتظرني معه لحل الموضوع.. وهذه هي الحقيقة ولكن أن تتم تجزئة محادثتي معه فهذا الذي حصل.. ثم جاءت إشارة لملك البحرين انه لا داعي لذهابي لمقابلة علي سلمان.. وكان الهدف في الأساس هو دخول قوات (درع الجزيرة) وكانت لنا قوات داخل هذه القوات..فنحن لم نكن نريد أن نغرد خارج السرب فأي نظام حكم في أي دولة خليجية نحن ندعمه من أجل الاستقرار الخليجي».
وأشار إلى أنه بالفعل دخلت قوات قطرية ضمن قوات (درع الجزيرة) «وكنا متواجدين لنثبت لإخواننا في البحرين أننا مع الاستقرار في البحرين.. وطبعاً تم حل الموضوع بالقوة ولم يكن لدينا مانع ولكن كان سؤالنا لماذا لم يتم حل الموضوع بهدوء وسلميا ونتجنب أشياء كثيرة.. أما أن يتم اتهامنا بالتدخل في البحرين وانا أتحدى في هذا الموضوع مثلما أتحدى في التسجيل الذي تم تداوله عن الاخ حمد بن خليفة العطية.. هذا الكلام كان لمصلحة البحرين واستقرارها ولدينا أدلة كثيرة تثبت كيف أننا تعاوننا معهم في مواضيع كثيرة». وتساءل: «كيف نتفق مع المعارضة لتغيير العائلة الحاكمة بالبحرين؟... فما حل بجارك سيحل بك... كيف نفكر بذلك؟».
قاعدة العديد
وعن ملابسات استضافة قطر القوات الأميركية، قال: «عندما احتلت الكويت من قبل صدام حسين، القوات الاميركية طلبت أن تتمركز في المنطقة للمساعدة في عملية تحرير الكويت، وفي ذلك الوقت كانت قطر في قائمة سوداء في أميركا بسبب موضوعات سخيفة وعندما طلبوا منا الهبوط طالبنا ان يتم إزالة اسمنا من القائمة السوداء هذه، وقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة الى قطر وطلب أن تنزل القوات الى قطر، ومن يومها بدأت العلاقة بين قطر وأميركا بالشكل الذي تطور في ما بعد، أما موضوع شعار (أخرجوهم من جزيرة العرب) فقطر لم تتبنَّ هذا الشعار، لأنه صدر من (تنظيم القاعدة) لأنه كان هدفهم استغلال الوضع الهش في ذلك الوقت في المنطقة للانقضاض على السلطة لانهم كانوا يريدون السلطة لأطماع دنيوية وتنفيذ مآربهم التي لا نتفق معهم فيها».
وأوضح أن «الشعار بدأ يتصاعد بعد تحرير الكويت حتى جاء لي اتصال خلال زيارة كنت اقوم بها الى باريس قالوا إن هناك قوات اميركية على الحدود يريدون الاتصال بك قالوا لي نريد نقل القوات الى قطر وتمت الموافقة على نقلهم الى مطار الدوحة، ثم تم نقلهم الى السيلية لأنهم جاؤوا بطريقة غير منظمة وبسرعة نظرا لحدوث عدة انفجارات في المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، وبدأت تتطور العلاقة الاميركية - القطرية إلى أن عملنا الاتفاقية لوجود قاعدة لهم وتم بناء قاعدة (العديد) من قبل الجانبين، وكانت هذه القاعدة تستخدم في حرب افغانستان وهذه القاعدة خدمت أميركا بشكل كامل، وكان هناك طموح أميركي لوجود قاعدة ضخمة في المنطقة لخدمة سياستها العسكرية.. ونحن كان طموحنا ان تكون لنا علاقات مع اميركا كدولة حجمها معروف في العالم».
قطر وإيران
وحول العلاقات القطرية - الإيرانية، أشار إلى أنه قام في العام 1989 بأول زيارة إلى إيران عندما كان وزيرا للبلدية، وكان أول مسؤول يزور إيران بعد الثورة في ذلك الوقت، مضيفاً «إن إيران عرضت حينذاك توصيل المياه إلى قطر، ونحن نعرف أن ذلك كان اقتصادياً غير مجد وقتها، كان عندنا حقل غاز مشترك وكنا نريد حل كل القضايا المشتركة وبعدها توالت الزيارات إلى ان اصبحت وزيراً للخارجية بعد ذلك، إلى أن توصلنا إلى نظام بالنسبة لاستغلال الحقل المشترك بيننا وبين إيران».
وأضاف «إن ايران كدولة كبرى يجب ان يكون لنا معها علاقات طبيعية ويا حبذا لو كانت ممتازة وعلاقات اقتصادية لأننا متقابلان في الخليج ومشتركان في حقل غاز تبلغ المسافة بين المنصة والمنصة الاخرى 25 متراً».
وأعرب عن اعتقاده بضرورة أن تكون المواجهة مع ايران بالصداقة وبحث الأمور بكل صراحة ووجها لوجه وليس بالعداء «ولذلك من المهم جدا ان يكون هناك حوار بين طرفي الخليج».
وأكد أن «قطر تختلف مع ايران في العديد من القضايا في سورية واليمن وبعض التدخلات في الدول الخليجية، هذا خلاف مع ايران ولكن يجب أن يتم بحث ذلك وجها لوجه».
قطر وإسرائيل
وعن العلاقات القطرية - الإسرائيلية، قال حمد بن جاسم: «إن هذه العلاقة بدأت أيام السلام وبعد مؤتمر مدريد وكان هناك تفاؤل لإقامة سلام، وبصراحة في ذلك الوقت كان ذلك تزلفا وتقربا من أميركا، وكان من المهم إقامة علاقة مع إسرائيل كي تفتح لك أبواب كثيرة في أميركا ونشأت العلاقات وتطورت حتى تم افتتاح مكتب في الدوحة وكان هناك اتفاق واختلاف، وحتى بعد غلق المكتب استمرت العلاقة».
وأكد «أنه يعرف الإسرائيليين جيداً وتعرض للهجوم بسبب التعامل معهم... ولكن كان الهدف من ذلك هو إقامة سلام وإنهاء القضية الفلسطينية بطريقة سلمية سواء في غزة أو في الضفة الغربية... وكنا دائماً نسعى لحل هذا الموضوع وكنا نشجع الإسرائيليين لحل هذا الموضوع... وأنا لدي خبرة في التعامل مع الإسرائيليين، وهناك الكثير من المنطقة يتعاملون الآن مع إسرائيل وأعرف أن اجتماعات كثيرة تتم بين بعض القادة في المنطقة وهي اجتماعات تنسيقية وأعرف أن هناك تصورا لعملية السلام كيف يتم، وهو تصور يساق من قبلهم وأعرف أنه لن ينجح الآن، كما أعرف لماذا فتحت الحدود بين رفح وغزة وهو شيء إيجابي».
وأضاف «ان المشكلة الرئيسية الآن العلاقة الإسرائيلية الحميمية مع بعض الإخوة، وأنا لست ضدها وأعتقد أنها إيجابية، ولكن أحذرهم وأريد منهم الانتباه، انها يجب أن تقوم على أسس سليمة دون تفريط في الحقوق الفلسطينية أو القدس أو المسلمات العربية، وغير ذلك نحن معهم في أي طريقة لإقامة السلام ونحن مع السلام والتهدئة ومع أن يعيش الناس بطريقة طبيعية في المنطقة».
قطر و«حماس»
وحول علاقة قطر بحركة «حماس» ومطالبة دول المقاطعة بقطع هذه العلاقة، قال حمد بن جاسم موجهاً حديثه إلى الدول الأربع: «أنتم الآن تقومون بالإعمار في غزة وترغبون في التعامل مع (حماس) ولكن أنتم من ضمن الشروط الـ13 (طلبتم) عدم تعامل قطر مع (حماس)»، مضيفاً إن «توجهاتنا تختلف عن توجهات حركة (حماس)، فقطر دولة ملكية لها أهداف تختلف عن أهدافهم، ولكن نتحدث عن شعب غزة المحاصر وكيف يتم مساعدتهم وهذا هو الهدف الأساسي وأن أي طرف يقوم بحل هذا الموضوع سنكون عوناً له».
وأعرب عن اعتقاده بأن «جزءاً كبيراً من مشاكلنا نحن خلقناها، لأننا جعلنا الآخرين في وضع يظهرهم أنهم لم يقوموا بفعل أي شيء، أنا اعتقد أن قطر قامت بأدوار كثيرة منها الجيد ومنها ما قد يكون سلبياً ولكن في نفس الوقت لم نراع توزيع الأدوار، ولكن لسنا من يقوم بتوزيع الأدوار لأن هناك دولاً أكبر منا تقوم بتوزيع الأدوار».
مصر وسورية واليمن
وفي إطار حديثه عن العلاقات بين بلاده ومصر، قال حمد بن جاسم إن «(الإخوان) ارتكبوا خطأ استراتيجياً بالرئاسة في مصر رغم وصولهم بانتخابات نزيهة»، مشيراً إلى أن «قطر لا تتآمر والدليل أنها كانت من أوائل الدول التي هنأت (الرئيس عبد الفتاح) السيسي عند وصوله لحكم مصر».
وذكر بأن قطر قدمت قروضاً لمصر منذ أيام المجلس العسكري «وتعاملت مع مصر السلطة»، ونفى أن تكون قطر قد قدمت دعماً «للإخوان المسلمين أو غيرهم»، مضيفاً أن «قطر لم تتدخل ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأحد لكن هذه تلفيقات وشائعات أريد بها باطل».
وعن سورية، أوضح أن السعودية طلبت من قطر أن تتسلم هذا الملف و«لدينا أدلة على هذا التسلم»، مؤكداً أن «كل الدعم الذي وصل السوريين (المعارضة) كان بالتوافق مع السعودية وبالتنسيق مع الأتراك والأميركيين».
وأشار إلى احتمال حصول «خطأ» بدعم فصيل ولكنه ليس «داعش»، مضيفاً «ربما كان هناك علاقة مع (النصرة) ولكن حتى لو كان (ذلك صحيحاً) عندما جاء أن (النصرة) غير مقبولة توقّف الدعم... وكان التركيز على تحرير سورية».
وأضاف: «ليس لدينا ثأر شخصي مع بشار (الأسد) في سورية وحلفاؤنا الخليجيون غيّروا موقفهم من دون إخبارنا وإعلامنا بموقفهم الجديد».
وبشأن اليمن، شدد على أن قطر لم تدعم الحوثيين وإنما تحاورت معهم بناء على طلب من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، «ووقعوا اتفاقية ليكونوا حزبا سياسيا ويتم تبادل الأسرى مع الحكومة».
وإذ وصف ما حدث في ليبيا بأنه «نوع من الكرامة (الغبية) بين الداعمين للفصائل المتخاصمة»، قال رئيس الوزراء السابق: «ليس لدينا طموح لجلب حكومة متطرفة في ليبيا بل على العكس تماماً».