huffpostarabi.com

2019-03-15 08:10

متابعة
العرب سيطعمونك لنمرٍ جائع: سر الإنترنت المظلم الذي يباع به كل الممنوعات حتى النساء والأطفال

قضية اختطاف عارضة الأزياء البريطانية كلوي إيلينغ في إيطاليا وتصويرها عارية من قبل خاطفها، سلطت الأضواء على مكان مظلم من شبكة الإنترنت العالمية حيث لا يعمل جوجل وكلمات السر يتم استبدالها بالدعوات المشفرة، وحيث تباع كل المحظورات.

هذه المساحة من الإنترنت لا يمكن الوصول إليها إلا فقط عبر المتصفحات التي تخفي هوية المستخدم مثل مشروع تور، الذي يخفي عنوان IP المستخدم حتى يستطيع متصفحو الإنترنت ذوو النوايا المشبوهة العمل دون القدرة على تتبعهم، حسب تقرير لموقع ديلي بيست الأميركي.

تعرف هذه المساحة بالشبكة العميقة أو الإنترنت المظلم وهي مكان يشتري منه طلاب الجامعة مخدرات قوية يتم إيصالها إلى مخادعهم وحيث تباع الأسلحة للإرهابيين وحيث يباع أطفال الشوارع للأفلام الإباحية.

وفي هذا المكان أيضاً قام لوكاس باول هيربا البولندي ذو الـ30 عاماً زعماً بالتخطيط لبيع عارضة الأزياء البريطانية كلوي إيلينج ذات الـ20 عاماً.

لماذا أطلق سراحها؟

وحسب تقرير لموقع قناة العربية فإنه تم الإفراج دون مقدمات عن عارضة الأزياء المخطوفة، وأنها علمت من رسالة سبب تركهم لها إذ قالوا لها فيها إنهم لا يخطفون أي أم، ولأنهم اكتشفوا هذه الحقيقة عنها، وبأنها أم لطفل عمره سنتان، فقد أطلقوا سراحها، معتبرين أن ما حدث "خطأ" منهم ارتكبوه.

ثم حذروها من إعلام السلطات الإيطالية، لذلك التزمت الصمت إلى أن علمت الشرطة بقصتها، فبحثت عن البولندي واعتقلته سريعاً، واعترف بجريمته وبأن له شريكين، ويقيم بمفرده بمدينة برمنغهام البريطانية، ومنها سافر إلى ميلانو لاصطياد طريدته التي علم أنها فيها.

ظهر المتهم في المحكمة الجمعة الماضية 4 أغسطس/آب 2017 حيث سعى المحققون لإطالة احتجازه بينما يستمرون في التحقيق في ارتباطه المزعوم مع حلقة الاتجار بالبشر الشهيرة المسماة بمجموعة الموت الأسود التي فتح الإنتربول تحقيقاً بشأنها في 2015، حسب الديلي بيست.

العرب سيطعمونك لنمرٍ جائع

وأشارت وسائل الإعلام الإيطالية إلى أن المحققين الذين استجوبوا إيلينغ مبدئياً بعد إطلاق سراحها قالوا أنها أخبرتهم أنها استيقظت بداخل حقيبة سفر في صندوق سيارة مرتدية بذلة وردية تغطي كامل جسدها وجوارب.

وقالت أنها ربطت في خزانة خشبية لمدة ستة أيام والتي أخبرها هيربا خلالها أنها ستباع لعرب سيطعمونها للنمور حين يملون منها.

أخبرها هيربا كذلك أنه جمع 15 مليون يورو (17.7 مليون دولار) عبر اختطاف وبيع النساء لأجل الجنس على الشبكة العميقة من خلال موقع مجموعة الموت الأسود الذي ينتقل مطوروه باستمرار والذي لا يمكن الدخول عليه إلا من خلال دعوات مشفرة خاصة بها رابط الدخول، وذلك بحسب مدير الشرطة الأوروبية (يوروبول) روبرت واينرايت الذي قاد عملية خاطفة في وقت مبكر من يوليو/تموز لإغلاق عدة مواقع في الشبكة العميقة تعرف جميعها باسم "ألفا باي".

وعثرت الشرطة التي تفحصت هاتفه وكمبيوتره على صور عارية لها أثناء تخديرها في ميلانو. كما ظهرت بعض هذه الصور على موقع مزاد في شبكة الإنترنت المظلمة.

وقد تم احتجازها لعدة أيام جرى خلالها توزيع صورها على الشبكة إلى حين تعافت من تأثير التخدير لتتمكن من إخباره أنها أم لطفل وهو ما يبدو أنه يخالف قواعد المنظمة الإجرامية المسماة جماعة "الموت الأسود" التي يبدو أن الرجل البولندي ينتمي لها.

وذكر تقرير الديلي بيست إن الإنتربول نجح بالتعاون مع وزارة العدل الأميركية ويوروبول في تحطيم "ألفا باي" والذي كان أكبر سوق في الشبكة العميقة حول العالم.

ويقول المحققون إن هذا السوق حقق أكثر من 1 مليار دولار من الإتجار بالمخدرات والسلاح والبشر خلال ثلاث سنوات.

السوق البديل

قبل تفكيك "ألفا باي" قامت السلطات الهولندية باختراق هانزا ثاني أكبر سوق مخفية وجهزت عملية خاطفة لأن المشترين الذين يبحثون عن الأسلحة والمخدرات والفتيات حين وجدوا "ألفا باي" مغلقاً توجهوا مباشرةً إلى هانزا.

وبحسب تعبير مدير يوروبول واين رايت تدفق "هؤلاء الناس على هانزا مثل القطيع، سجلنا زيادة في عدد مستخدمي هانزا الجدد بلغت ثمانية أضعاف بعد إغلاق ألفا باي.

هويات العديد من المشترين الآن بين يدي السلطات في عدة بلدان وقد تتمكن من مقاضاتهم، لكن عميلاً في الإنتربول رفض الكشف عن اسمه لأنه يعمل متخفياً قال أن معظم هؤلاء الأشخاص يستخدمون هويات مزيفة عند شرائهم لبضائع غير قانونية يتم دفع ثمنها عبر البيتكوين. الطريقة الوحيدة هي تعقب عنوان التوصيل والعمل من هذه النقطة.

نساء مشوهات

إن بحثاً بسيطاً على ريديت (مجمع أخبار على الإنترنت) عن مجموعة الموت الأسود الذي ادعى الخاطف الانتماء لها يظهر عدة منشورات عن تجارب بعضها لا يصدق لأشخاص يقولون أنهم زاروا موقع الموت الأسود.

وقامت الديلي بيست بإلقاء نظرة على الشبكة العميقة باستخدام متصفح تور بعد أن وجدنا العديد من الروابط التي تعلن عن عبيد للجنس وعرضت بشراً للبيع، من بينهم أطفال صغار ونساء أكبر سناً.

لم يكن الأمر جميلاً. كانت الصور التي تعرض نساء فقدن أطرافهن وتم الاعتداء عليهن جنسياً هي الأمر الشائع.

تحدث هيربا لمحققين عن نجاحاته في تجارة البشر لأغراض جنسية. "أخبر المواطن البولندي المحققين بأنه نظم عدة مزادات إلكترونية لبيع الفتيات المختطفات عبر إعلانات تصف الضحايا وتضع أرقاماً أولية للبيع.

وليس من المعلوم إذا كان الرجل اختطف نساءً في مرات ماضية أو أنه اختلق الأمر كله" هذا بحسب باولو ستوراري وهو مدع عام ضد المافيا يعمل على القضية في ميلان.

ولكن كان بحوزة هيربا مواد يدعي أنها مرتبطة بالمجموعة، من بينها ما يبدو أنه إعلان عن فتاة شقراء تبلغ 18 عاماً مع مقاييسها كاملة.

وعلى غرار فيلم "taken" الشهير يقول إعلان مرتبط بهذه المجموعات "كل فتياتنا معروضات للمزايدة فقط ومحجوزات في أوروبا، إذا أردت يمكننا أن نخطف هدفاً معيناً يلبي احتياجاتك. ستكون هذه الخدمة مرتفعة الثمن طبعاً بالذات للأهداف خارج أوروبا" هذا وفقاً للإعلان الذي نص أيضاً على أن بحوزتهم "طبيب متعاقد" سيفحص الفتيات من الأمراض الجنسية.

"الفتيات طاهرات فقط إذا نص ملفهم الشخصي على ذلك"

لا يصدق المحققون الإيطاليون بالضرورة أن هيربا كان متورطاً في ما يدعيه لكنهم متأكدون من وجود سوق كهذا وفي حين كانت إيلينج محظوظة في هروبها منه فإن العديدات للأسف لم يكن كذلك.

للإطلاع على النص الأصلي
0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات