مشهد «شذوذ جنسى» وعبارات سياسية مسيئة تكشف سر الغضب من «لا تطفئ الشمس».. و«الجماعة 2» يشوه التاريخ
أثارت مجموعة من الأعمال الدرامية التي تخوض السباق الرمضاني الجاري، جدلًا واسعًا، خلال الفترة الماضية، وقوبلت بعاصفة قوية من الانتقادات اللاذعة من قبل الجمهور، خاصة على "السوشيال ميديا"، وصلت إلى دعوات البعض بمقاطعة مشاهدتها تمامًا.
كان مسلسل "في اللالا لاند" هو أحدث هذه الأعمال، إذ أصدرت المحكمة الاقتصادية برئاسة المستشار جورج بشري، حكمها بوقف عرضه على قنوات "سي بي سي"؛ بعدما أثبت رأفت عبد الفتاح، مؤلف مسلسل "الجزيرة" أن صناع مسلسل "في اللالا لاند" سرقوا فكرة عمله، على الرغم من تسجيلها باسمه في وزارة الثقافة وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
الجدير بالذكر أن رأفت عبد الفتاح كانت بينه وبين شركتي "تشيري ميديا" و"روزنامة"، مفاوضات لإنتاج مسلسل "الجزيرة"، إلا أن هذه المفاوضات لم تثمر عن شيء، وفوجئ بتصويره بعد تغيير بعض الأحداث، وعرضه على قناة "CBC" المملوكة لشركة "المستقبل للقنوات الفضائية".
واعتبر "رأفت" ما سبق "اعتداء" على حقه كمؤلف، حيث إنه حصل على ترخيص لكتابة السيناريو بهذا المصنف الفني من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات في شهر ديسمبر من العام الماضي.
وبعد الشهادة السابقة وبالمراجعة، تبين أنه لا وجود لإيداع مصنف بعنوان "في اللالا لاند"، كما تبين في الحلقات الأولى من العمل أن الشخصيات المحورية التي تظهر في المسلسل تتشابه إلى حد كبير مع الشخصيات الموجودة في مسلسل "الجزيرة"، وهو ما يعد انتهاكًا وسرقة لحقوق المؤلف.
كما طالب عدد كبير من المشاهدين بتدشين حملة لمقاطعة متابعة المسلسل؛ مبررين ذلك باحتوائه على مشاهد وألفاظ تسخر من المرأة بحجة الكوميديا وإضحاك الجمهور، مضيفين أنه يتسبب في إلحاق الأذى والعقد النفسية بالنساء.
وفي أكثر من مشهد، سخر المسلسل من وزن الفنانة شيماء سيف الزائد، وفي المقابل ظهرت الفنانة هنا الزاهد، التي تتميز بقوام ممشوق، على أنها "ملكة جمال مصر"، ما يساعد على بث فكرة الحكم على الأشخاص من خلال مظهرهم الخارجي فقط.
"في اللالا لاند" بطولة كل من: دنيا سمير غانم، وسمير غانم، وهنا الزاهد، وشيماء سيف، ومحمد سلام، وهو تأليف مصطفى صقر، وإخراج أحمد الجندي.
من جانبها، قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله لـ"النبأ" إن مسلسل "في اللالا لاند" من الأعمال الدرامية التي فشلت هذا العام، مشيرة إلى أن الكوميديا التي يقدمها أبطاله مأخوذة من "مسرح مصر"، مضيفة أن الفنانة دنيا سمير غانم "ذكاؤها خانها" بالمشاركة في هذا المسلسل.
مسلسل "لا تطفئ الشمس" تعرض هو الآخر، لسيل جارف من الهجوم، بعدما كشف مشهد خارجي بالحلقة الرابعة عشر منه عن عبارات سياسية مسيئة لـ«السيسي»، ظهرت على جدران حائط بالشارع، خلف الفنان أحمد مالك، الذي يقدم شخصية "آدم" والفنانة مي الغيطي، التي تُجسد دور "حبيبة".
وعلى الرغم من تدخل قناة "سي بي سي" سريعًا لإصلاح هذا الخطأ، وحذفها للمشهد كاملًا في المونتاج، وكذلك اعتذار الشركة المنتجة للمسلسل لجميع المشاهدين، إلا أن كثيرين دشنوا حملات لمقاطعة العمل وصناعه.
الأمر لم يقتصر عند هذا الحد، فـفي الحلقة السادسة عشر من المسلسل، ظهر الفنان عمرو صالح، الذي يُجسد دور "نادر" زوج الفنان جميلة عوض، في أحد المشاهد، مهتمًا بصديقه "أمجد" بشكل كبير وغير طبيعي، ما استفز الجمهور بشدة.
وما زاد هذا الاستفزاز حينما ظهر "نادر" وهو يبكي لصديقه في التليفون، ويطلب منه سرعة الحضور إليه في منزله؛ لأنه بمفرده، ليتضح في النهاية وجود علاقة شذوذ جنسي سرية بينهما، وهو ما كان سببًا في إثارة غضب المشاهدين بدرجة كبيرة، إذ أكدوا أن مثل هذه المشاهد لا تصلح للعرض في مسلسل اجتماعي، خاصة في شهر مثل "رمضان".
المسلسل بطولة كل من: ميرفت أمين، وجميلة عوض، وأحمد مالك، ومحمد ممدوح، وفتحي عبد الوهاب، وإنجي المقدم، ومي الغيطي، وريهام عبد الغفور، وأمينة خليل، وهو مأخوذ عن الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، وإخراج محمد شاكر خضير.
وفي سياق متصل، دشن مجموعة من مشاهدي مسلسل "أرض جو"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حملة لمقاطعة العمل؛ مبررين ذلك بتهميشه لدور الفنان محمد كريم، على الرغم من إتقانه لتقديم شخصية "الكابتن يوسف زيدان"، الذي يتسم بالغرور في تعامله مع الآخرين. –على حد قولهم.
ووصف عدد كبير من الجمهور، نجمهم المفضل محمد كريم بـ"المظلوم"، واصفين ما حدث معه بالمسلسل بـ"المؤامرة".
أما مسلسل "الجماعة 2"، فشهد حملات مقاطعة كثيرة عبر موقع "فيس بوك"، ودشن البعض "هاشتاجًا" حمل اسم "ضد تزوير التاريخ"، إذ يرصد المسلسل مشوار جماعة الإخوان المسلمين الديني والسياسي في مصر، كما انتقد كثيرون الطريقة التي قُدمت بها علاقة الزعيم جمال عبد الناصر بأعضاء جماعة الإخوان.
الهجوم الذي ناله الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة 2" لم يكن من الجمهور فحسب، بل وصلت حالة الغضب هذه إلى النقاد والمخرجين وكذلك الإعلاميين؛ فوصفه الإعلامي خالد منتصر بأنه عبارة عن "تجريف ذاكرة وفوتوشوب تاريخي" لمصر.
وأوضح "منتصر" أن المسلسل تعمد إظهار البلاد وكأنها مجرد "ريموت كنترول" في يد "سيد قطب"، والذي قدم الفنان محمد فهيم شخصيته في المسلسل.
من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ" إن المسلسل ملىء بالأخطاء السياسية، مؤكدًا أن وحيد حامد قدم مسيرة الإخوان من وجهة نظره هو فقط وليس كما هي في الحقيقة.
وتابع "طارق" أن الشخصية التي قدمها الفنان محمود الجندي في المسلسل، وهي "النحاس باشا"، تسببت في غضب حزب الوفد حاليًا، موضحًا أن ذلك كان بسبب المشهد الذي ظهر فيه أثناء تقبيله ليد الملك فاروق، وهو ما اعتبره الحزب "إهانة" غير مقبولة لهم، خصوصًا وأن "النحاس" كان معروفًا باعتزازه بكرامته.
فيما قال الكاتب وحيد حامد لـ"النبأ" إن مسلسله قادر على الدفاع عن نفسه، مشيرًا إلى أنه قدم عملًا يحترم عقلية المشاهد، وأنه سعيد بردود الفعل التي تلقاها من الجمهور في الشارع.
مسلسل "الجماعة" بطولة كل من: صابرين، ومحمد فهيم، وأحمد عزمي، وعبد العزيز مخيون، ومحمود حجازي، وهو تأليف وحيد حامد، وإخراج شريف البنداري.
الحال لم يختلف كثيرًا بالنسبة لمسلسل "غرابيب سود"؛ فـمنذ عرض البرومو الرسمي له قبل بدء شهر رمضان، اتهمه كثيرون بنشر الفكر الداعشي المؤيد للإرهاب وبث الرعب في النفوس، وهو ما تأكد بعد عرض الحلقات الأولى منه.
كما أكد العديد من المشاهدين أن المسلسل يسىء بشكل كبير للإسلام والمسلمين، كما يتعمد إبراز جرائم "داعش" العنيفة في سوريا والعراق، من خلال مشاهد القتل والدم، وهو ما دفعهم إلى تدشين حملات لمقاطعته، بل ومحاكمة الشركة المنتجة له.
"غرابيب سود" بطولة: الراقصة دينا، وسيد رجب، ومحمد الأحمد، ومرام البلوشي، ومحمود بو شهري، وأسيل عمران، وعيسى ذياب، وعزيز خيون، وأيمن مبروك، ومنى شداد، وديما الجندي، وإخراج حسام قاسم، وعادل أديب وحسين شوكت.