إذا ذهبت بمفردك إلى سوق تجاري للمرة الأولى، من السهل عليك أن تجول بناظريك في المكان، وتبحث عن السلع التي تريد شراءها قبل أن تنتقيها، ثم تسدد ثمنها وتغادر في هدوء، ولكن الأمر ليس بنفس السهولة بالنسبة إلى المكفوفين الذي يواجهون صعوبات عديدة عندما يذهبون إلى مكان جديد غير مألوف بالنسبة إليهم.
ولكن باحثي معهد «كالتيك» للتكنولوجيا في الولايات المتحدة ابتكروا وسيلة جديدة لتوجيه المكفوفين اعتمادا على تقنيات الواقع المعزز ومعادلات الرؤية الإلكترونية. وتتيح هذه التقنية للأغراض المختلفة الموجودة في مكان ما بـ«التحدث» والكشف عن طبيعتها أمام الشخص المكفوف.
ويأخذ الجهاز الجديد شكل سماعة محمولة يتم ارتداؤها على الأذن، ويقوم بترجمة الأشياء الموجودة في محيط رؤيته إلى كلمات واضحة باللغة الإنجليزية. ويمكن استخدام هذا الجهاز في البنوك ومتاجر البقالة والمتاحف بهدف مساعدة المكفوفين على شق طريقهم بسهولة في الأماكن غير المألوفة بالنسبة إليهم.
ونقل الموقع الإلكتروني «تيك إكسبلور» عن الباحث ماركوس مايستر قوله: «تخيل لو أنك تعيش في عالم تستطيع فيه كل الأغراض المحيطة بك أن تتحدث إليك، وأينما وجهت نظرك، سوف ينصب مجال الرؤية على غرض ما، وعندئذ سوف يتحدث هذا الشيء ويخبرك ما هو».
وتحمل هذه التقنية الجديدة اسم «كارا» ومن مزاياها أنها تستخدم أصواتا مختلفة لتعريف كل غرض من الأغراض الموجودة في البيئة المحيطة بالشخص المكفوف، للحيلولة دون حدوث تداخل أو ارتباك لدى المستخدم، كما أنها تستعمل درجة صوت مختلفة من حيث الارتفاع والانخفاض للتعبير عن مدى اقتراب غرض ما من المستخدم، بمعنى أن الأشياء البعيدة تنطق باسمها بصوت خفيض بعكس الأشياء القريبة التي تتحدث بصوت أكثر ارتفاعا.
وعلى الرغم من أن منظومة «كارا» مازالت في مراحلها الأولية، فإنها تستفيد كثيرا من التقدم الذي يحدث في تقنيات الرؤية الإلكترونية، ويأمل فريق البحث أن يتم تعميم هذه التقنية يوما ما في الأسواق التجارية والبنوك والفنادق بحيث يستفيد منها العملاء المكفوفون.
