بملامح مكتئبة ومشاعر مضطربة وحروف مبعثرة ..جلست هند الشابة نحيلة الجسد لا يتجاوز عمرها الـ30 عامًا، داخل أروقة محكمة الأسرة بزنانيري لتقيم دعوى خلع ضد زوجها البدين الذى يحب الأكل بشكل غير طبيعى وحول حياتها للمكوث داخل المطبخ ليلا نهارا.
تروى" هند"، حكايتها لصدى البلد"، تقول تزوجت من هشام. ج 35 عاما منذ 3 سنوات زواجا تقليديا ، جمع بيننا أحد الأقارب من عائلة والدتى، وتقدم لخطبتى عند أول زيارة له لأسرتى لطلبى للزواج، وعندما رأيته لم أوافق عليه لأنه كان على عكس ما رسمته بمخيلتى، أقنعتنى أسرتى بالزواج منه وخلال 7 أشهر من الخطوبة تم زواجنا.
أضافت: كنت أحلم بمواصفات الرجل الجان لياقة وشكل مقبول وشخصية جادة لا تقبل بأنصاف حلول في أي مشكلة وعزيمة فى قراراته دون تردد ـ لكن النصيب أحيانا لا يعطى للشخص كل ما يريده، مواصفات وصفات هشام كانت تبدو مغايرة لأحلامى بدين للغاية يحب الأكل جدا ومتوسط الجمال متردد فى قراراته وأفكاره بعض الشيء، عزمت على أن أغير منه كثيرًا ليطابق الصورة التي رسمتها له فى ذهنى، قبل زواجنا أظهر لى أنه حريص على أن ينقص وزنه وأنه يتبع حمية غذائية للوصول لوزن مثالى لكن اتضح لى بعد الزواج أنه كان يعبث بي ومستمر فى تجاهله لصحته وللأضرار التى تلاحقه يوما بعد يوم.
تابعت: لاحظت عليه بعد زواجنا أنه يعانى من نهم شديد للأكل، يأكل أي شيء أمامه دون عمل حساب يخلط بين أنواع الأطعمة التى لا علاقة ببعضها، ينهى على مخزون الثلاجة فى أقل من أسبوع رغم أنه تكفى احتياجاتنا لشهر كامل.
الموضوع سبب لى مشكلة نفسية دون أن أظهر له حالة الغضب بداخلى، كنت ألمح له دائما بالكلام من بعيد إلا أنه كان لا يعى لما أقوله، وفى يوم قررت أن اصارحه بوضعه والذي يسبب لى احراجا بين زميلاتى وعائلتى بوصفة وبسخرية أمامى أنه زوج "تخنين وأنا كالعصفورة بجانبه"، واجهته بحقيقة ما بداخلى بكلام فيه نوعا من الشدة حتى يؤثر فيه وإذا به يرفع صوته " أنا حر فى جسمى أعمل اللى أنا عايزه" وغضب منى كثيرا ..تركته لساعات بدون حديث وبعدها اعتذرت له.
أضافت: وعدنى أن يتخلص من وزنه ووقتها شعرت بأن حديثى معه جاء بنتيجة، حاول يتظاهر أنه يتماسك أمام الأكل وفى الحقيقة كان ينفق كل ما فى جيبه على طعام الشارع ولا يحلو الأكل له إلا فى المسامط .
تابعت: انفجرت فى الكلام معه بعد أن ضاقت نفسي وتشاجرنا بشدة على أثرها لكمنى فى وجهى وقال: "إذا لم يعجبك حالى ..اخرجى بره البيت ولا تعودى مجددًا"، لم أترك البيت وعزمت مجددا على محاولة أخرى معه فأقنعته بأنى سأساعده على أن يحسن جسده الممتلئ للغاية الذى تزايد على المائة كيلو جرام، من خلال إعداد وجبات معينة تناسبه.
أردفت: بالفعل بدأت فى عمل وجبات ريجيم لم تنل إعجابه بالمرة كان يعلق عليها بكلمات ساخرة ويتمتم بكلمات أثناء الطعام محملة بالإساءة لى دون أن أبالى.
وفى إحدى المرات، وهو عائد من عمله وجدت بيديه كيس محملا بطعام من الخارج فيه أكلات شديدة الدسم.. وأقر وقتها أنه لن يتناول طعام الريجيم مرة أخرى وسيفعل ما يحلو له دون أن أتدخل بالمرة.
تزايدت المشادات بعدها دفعت بقولى له فى وجهه: "أنا بتكسف أمشي جنبك..أنت إنسان همك كله الأكل وكلمات أخرى.." انهال عليا ضربا وكسر لى ذراعى وقررت ترك المنزل على الفور.. وقررت الخلع للخلاص منه".