قبل 4 سنوات من الآن، كان يرتدي بدلته الميري، يتوجه إلى مصلحة السجون، ويجد الضباط والمجندين يقفون انتباه.. "عماد بيه" وصل، يخرج من سيارته يراقب السجناء ويحاسب المخطئ منهم.

وفي عام "2015" خرج الضابط "عماد" بعد أن قضى أكثر من 10 سنوات خدمة في مصلحة السجون، على المعاش برتبة "عميد" شرطة، وكانت الحياة تسير بشكل طبيعي، يخرج من منزله، يجلس على إحدى المقاهي بمنطقة الهرم.

أحاديثه مع رواد المقهى وجيرانه كانت تدور على الأحداث التي تشهدها البلاد، وأيضا عن الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، وترتيب الجدول.

قبل 4 أشهر.. كان عميد الشرطة يجلس على إحدى المقاهي بمنطقة الهرم يحتسي فنجان القهوة وفي يده الأخرى سيجارة مشتعلة، تفاجأ بشاب ثلاثيني يجلس على القهوة، ويطلب من "ولعة" ليشعل سيجارته.

جرى حديث بسيط بين الشاب والضابط، إلى أن تطورت علاقتهما وباتا يجلسان على المقهى بشكل مستمر، وتطورت الأحاديث بينهما إلى سوق الإتجار في المخدرات، وعرض الشاب عليه الإتجار في "الكيف"، لا سيما أن صديقه ضابط شرطة ولديه كارنيه يساعده في عدم التفتيش من الأكمنة.

بدأ نشاط الاثنين الإتجار في المخدرات، حتى وردت معلومات للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالعباسية، بأن هناك عميد شرطة على المعاش يتاجر في المخدرات بمنطقة الطالبية والهرم، هكذا جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية بإدارة مكافحة المخدرات ومباحث الجيزة.

مساء أمس، جرى عرض المعلومات على مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وتم استئذان النيابة العامة، وبالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بالجيزة، جرى نصب أكمنة عدة ثابتة ومتحركة، وألقي القبض على الضابط وصديقه وبحوزتهما 100 فرش حشيش، في كمين أمني بسهل حمزة بمنطقة الطالبية.

جرى اقتياد المتهمين إلى قسم الشرطة، واستجوابهما، واعترفا في محضر الشرطة بالإتجار في المخدرات، وأن الكمية المضبوطات قاموا بشرائها للإتجار فيها.

وجرى تحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار محمد حسن، المحامي العام الأول لنيابة العمرانية والطالبية وهشام حاتم رئيس النيابة الكلية، ومثل الضابط وصديقه أمام نيابة العمرانية، تحت رئاسة إبراهيم خلف رئيس النيابة.

وخضع الاثنان للتحقيق، وباشر التحقيق أحمد عبد الفتاح، وكيل أول النيابة. وقررت النيابة حبس المتهمين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.