عناوين

2019-05-11 10:26

متابعة
هند صبري:اخترتُ أن أتعامل مع مهنتي على أنني هاوية شغوف لا نجمة كبيرة

هند صبري نجمة استثنائية، ذكيّة، موهوبة ومناضلة نسائية وإنسانية من الطراز الرفيع. هذا هو الانطباع الذي عُدت به من مقابلتي لها قبل عشر سنوات، يوم كانت تقطف أولى نجاحاتها بفرح وحماسة، وها هو يعود إليّ اليوم، في هذه المقابلة، مُثبَتاً بالتجربة والخبرة ومرور الوقت. كأني بهند لم تتغيّر، رغم كلّ ما حققته من نجاحات. لم تقع في فخّ النجومية الفارغة، بل عرفَت كيف تحافظ على شغف الممثّلة الهاوية التي تبحث عن تحدٍّ جديد يطوّر موهبتها أكثر، ويفتح لها آفاقاً أبعد. شهرتها الواسعة سخّرتها لخدمة قضايا نسائية وإنسانية سامية، في إطار بحثها الدائم عن سلام داخلي تطمح إليه. الحوار معها متعة، وهو يأتي على هامش مهرجان قابس السينمائي الدولي، الذي تولّت فيه منصب الرئيسة الفخرية، وعملت من أجل نجاحه عربياً وعالمياً.

- أخبرينا عن مهرجان قابس السينمائي الدولي، بصفتك الرئيسة الفخرية له؟

لطالما استقطبت العاصمة تونس كلّ المهرجانات الفنّية والحركة السينمائية، وبقي الجنوب التونسي، وأنا ابنة الجنوب، بعيداً من هذه الحركة. لذا ارتأينا أن نضيء على الجنوب التونسي بمهرجان سينمائي دولي ناجح، تصل أصداؤه الى العالمين العربي والغربي. وهو ما حصل هذا العام، فتعرّف العالم على قابس المدينة الجميلة المتكئة على خليج رائع الخَضار يُعتبر من أهمّ المحميات الطبيعية في تونس.

- ماذا عن نقل تجربتك الى الأجيال القادمة من الممثّلين والممثّلات التونسيين؟

لا يمكن نقل تجربة معيّنة الى الأجيال القادمة. كلّ يصنع تجربته بنفسه. إن التجارب التمثيلية الناجحة تُلهم الأجيال الجديدة نجاحات يحققونها على طريقتهم. وهذا بحدّ ذاته أكثر من رائع.

- من هي الممثلة التونسية التي ترين فيها بداياتك؟

لكلّ ممثلة تونسية شخصيتها الفريدة التي أحترمها وأقدّرها. ليس مطلوباً أن تشبهني إحداهنّ، بل على كلّ منهنّ أن تشبه نفسها، وفي ذلك قمّة النجاح.

- نجحتِ في تونس وانتقلت الى مصر، ماذا قدَّمت لك تونس؟ وماذا عن مصر؟

تونس ربّتني وعلّمتني وكبّرتني وزرعت فيّ المبادئ التي نشأتُ وترعرعتُ عليها. وترينني فخورة جداً بأصولي التونسية، تماماً كما أفخر بحبّ مصر والمصريين لي، وبالنجاح الذي حققته في هذا البلد العزيز. مصر وتونس تكمّلان بعضهما بعضاً في صنع هند صبري اليوم.

- عملتِ مع عادل إمام ويسرا ونور الشريف، ماذا تعلّمتِ من الكبار؟

تعلّمتُ من هؤلاء الانضباط في العمل والتواضع ثم التواضع. فالتواضع من شِيم الكبار، وليس صفة يتميز بها صغار النجوم الذين يتفاخرون بنجاحات بسيطة. كلّما كبر اسم الفنّان، ازداد تواضعاً. هذا ما لمسته خلال عملي مع «الزعيم» عادل إمام المعروف بانضباطه الكبير في التصوير واحترامه لفريق العمل، بدءاً من أصغر عامل وصولاً إلى المخرج.

- فيلم «عمارة يعقوبيان» وما حقّقه من نجاح كبير، هل كان مفترقاً في مسيرتك المهنيّة؟

لقد كان هذا الفيلم المفترق والمدخل الى السينما المصرية من الباب الواسع، مع نجوم كبار في العالم العربي أذكر منهم يحيى الفخراني وعادل إمام ونور الشريف ويسرا وإسعاد يونس وخالد الصاوي وغيرهم، ونصّ رائع لوحيد حامد مقتبس عن الرواية الشهيرة التي كتبها علاء الأسواني. أما الإخراج فقد نال عنه المخرج مروان حامد جائزة أفضل إخراج في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للدورة الثالثة عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية. عمل متكامل ورائع شكّل مفترقاً مهمّاً في مسيرتي المهنيّة.

- الأفلام القصيرة هي لجمهور ثقافي محدّد، وليست للشهرة أو النجومية؟ ما الهدف من مشاركتكِ فيها؟

الهدف من مشاركتي في الأفلام القصيرة هو ألاّ أخسر شغفي بمهنة التمثيل. لا أريد أن أتعامل مع المهنة كمحترفة تقتنص الأدوار المهمّة، كي تلمّع اسمها أكثر وتضيف الى سيرتها الذاتية إنجازات ونجاحات. أريد أن أبقى الممثلة الهاوية التي تلحق بحدسها وتجرّب أدواراً جديدة ولا تخشى المخاطرة في العمل مع مواهب إخراجية جديدة في مشاريع صغيرة. دورنا كفنانين وفنّانات يقضي بأن نشجّع المواهب الجديدة، ونساهم في تطوير التدفّق الفنّي، عوضاً عن الجلوس في أبراجنا العالية المبنيّة من الذهب.

- من «مذكرات مراهقة» إلى اليوم، ماذا تغيّر في هند الممثلة؟

تغيّر الكثير في هند الممثلة. لقد نضجتُ فنّياً وراكمتُ الخبرات المختلفة وبتُّ أكثر تفهماً لما أريده وأبغاه، فلا أضيّع الوقت في أدوار لا تشبهني ولستُ مقتنعة بها. كذلك صرتُ أقلّ تهوراً وأكثر رويّةً في إبداء رأيي في أمور معيّنة.

0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات