عاش أنصار نادي الرجاء البيضاوي ولاعبوه، معاناة كبيرة، قبل تأمين عبورهم إلى ربع نهائي كأس زايد للأندية العربية، بعد فاصل ركلات الترجيح التي نالت من أعصاب الجميع.
مباراة الرجاء أمام الإسماعيلي المصري، شهدت أحداثا مثيرة، كان أبرزها تجاهل المدرب جاريدو لهداف الكونفدرالية، محمود بنحليب، الذي كان مراقبا من طرف عدة أندية للتعاقد معه.
نسور بلا حربة
بدا غريبا دخول الرجاء البيضاوي بتشكيل مغاير تماما لذلك الذي تعود عليه جمهوره في المباريات المهمة قاريا وعربيا باللعب من دون رأس حربة، واعتماد لاعبي الأطراف سفيان رحيمي وزكرياء حدراف للمناورة الهجومية.
بل شكل دخول الحارس بوعميرة مكان الدولي أنس الزنيتي، وخاصة الظهير الأيسر الكونجولي ديندا مولير مفاجأة للجميع.
تكتيك أراح نسبيا مدافعي الإسماعيلي وحارس الفريق المصري بعدما قلت الفرص السانحة للتسجيل خاصة بالجولة الأولى، حتى دخول الهداف محسن ياجور بالشوط الثاني، وهو ما أنعش بعض الشيء جبهة الهجوم دون تهديد صريح لمرمى الضيوف إلا في فترات نادرة.
تجاهل بنحليب
خلافا لكل التوقعات، لم يقحم جاريدو اللاعب محمود بنحليب في التشكيلة الأساسية أو من مقاعد البدلاء، في تجاهل غريب لهداف الكونفدرالية خاصة بعدما سعى الفريق للتسجيل خلال الشوط الثاني.
اختيار المدرب بدا وكأنه رد على تصريحات اللاعب التي أعقبت التتويج الإفريقي والتي أكد من خلالها رغبته في تغيير الأجواء ومغادرة الفريق.
بقاء بنحليب على دكة الاحتياط قلص من خطورة الرجاء على منافسه.
تألق بوعميرة
حافظ الحارس بوعميرة مرة أخرى على نظافة مرماه بعدما فعل الأمر نفسه خلال مواجهة الذهاب، وكان موفقا في كل تدخلاته وبدد المخاوف التي أثيرت بشأن الاعتماد عليه بدل الزنيتي.
الحارس بوعميرة كان حاسما ويعود إليه الفضل في تأهل الرجاء بعدما نجح في صد ركلتي جزاء خاصة لعميد الإسماعيلي حسني عبد ربه، كما كان حاضرا بقوة في أغلب فترات المباراة وأعطى الاطمئنان الكافي لجماهير النادي.
استعصاء هجومي
لم يفلح الرجاء في التسجيل للمباراة الثانية تواليا، بعدما خسر الجمعة أمام الفتح بالدوري، بهدف واحد، ومعه تأكد خلل محور الهجوم رغم الأرقام المذهلة التي وقع عليها في مشاركته الإفريقية.
تقدم ياجور في السن وعدم الاعتماد عليه في أغلب المباريات، ومشاكل بنحليب الأخيرة، وعدم استقرار المستوي الفني والتهديفي للاعب الناشئ رحيمي، عوامل اجتمعت وكان لها تأثير في عدم زيارة مرمى الإسماعيلي ومعه تأكدت الحاجة لتعاقد قوي بالميركاتو المقبل مع مهاجم بفعالية أكبر كما صرح جاريدو.
الجمهور عامل حسم
مرة أخرى يعلن أنصار الرجاء حضورهم القوي في المباريات المهمة للفريق قاريا وعربيا، وكانوا عامل حسم أمام الإسماعيلي بمواصلتهم التشجيع حتى ركلات الترجيح.
جمهور الرجاء الذي حضر بكثافة رفع من معنويات لاعبيه بعد نهاية المباراة، وكانت هتافاته أحد أسباب ارتباك لاعبي الإسماعيلي في تسديد ركلات الترجيح.
وبهذا يتأهل الرجاء من رحم المعاناة دون أن يخفي هذا العبور حاجة الفريق لبعض اللمسات.
