كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، نقلا عن مسئولين كبار فى الحكومة الإسرائيلية، أن وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، عقد اجتماعًا سريًا التقى خلاله بنظيره الأردني، رياض أبو سعود، في المعبر الحدودي جسر الملك حسين "اللنبي" على الحدود الأردنية، لبحث أزمة مشروع قناة البحرين.
وقالت القناة إن اللقاء الذي عقد بداية نوفمبر الماضي، تم بمصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي منح شطاينتس الضوء الأخضر لإقناع الأردنيين بصفقة ما، في محاولة إسرائيلية للتوصل إلى حل تتجاوز من خلاله أزمة مشروع قناة البحرين، وفقا لموقع "عرب 48" الإخباري.
وكان المشروع (قناة البحرين) الذي أعلن عنه لأول مرة منذ أكثر من 15 عاما، يتضمن مشاريع ضخمة تقام في الجانب الأردني، تشارك فيها إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، بهدف تثبيت مستوى المياه في البحر الميت الذي يواصل الانخفاض بشكل مقلق، وتوفير مياه الشرب والكهرباء للأردن والفلسطينيين، والدفع بما يسمى بـ"السلام الإقليمي"، قد تعطل في أعقاب حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان.
وأشارت القناة إلى أن شطاينتس قدم لأبو سعود 3 عروض لحل أزمة "قناة البحرين"، كان أولها العرض الأصلي بتنفيذ المشروع الذي ترفضه حكومة نتنياهو وتحاول التملص منه لتكلفته المرتفعة، أما العرض الثاني تمثل فى تزويد الأردن بالمياه المحلاة حصريًا من إسرائيل، بدلاً من إنشاء محطة لتحلية المياه في الأردن، إلا أن المصادر أكدت أن هذا العرض "غير واقعي لأن الأردنيين يريدون إنشاء أول محطة تحلية في أرضهم".
وأما العرض الثالث فيقضي بإلغاء مشروع "قناة البحرين"، وإنشاء محطة تحلية كبيرة جدًا في مدينة العقبة، بحيث تزود الأردنيين بـ 60 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا، فيما تلتزم إسرائيل بنقل كل الملح الذي يبقى بعد تحلية المياه إلى البحر الميت لمحاولة وقف اضمحلال المياه فيه، وأوضحت المصادر أنه على الرغم من التكلفة الباهظة لهذه العملية، إلا أنها أرخص من بناء "قناة البحرين".
ونقلت القناة عن مصادرها أن "المسئولين الأردنيين فوجئوا الاقتراحات الإسرائيلية وأبدوا تحمسهم للعرض الثالث، وأوضحوا أنه "يتعين الآن على المسئولين الإسرائيليين العودة إلى الأردن بإجابة نهائية".
وكانت القناة قد أكدت في سبتمبر الماضي، أن نتنياهو يحاول التملص من المشروع ويعتقد أن فوائده لا تبرر تكلفته المرتفعة، ويعتبره تقلا اقتصاديا غير مبررًا على إسرائيل التي سيتعين عليها تخصيص 140 مليون دولار للشروع في مرحلته الأولى، فيما يصر الجانب الأردني على تنفيذه لحل أزمة المياه التي قد تتفاقم قريبًا نظرًا لاستمرار انخفاض مستوى البحر الميت.
وأوضحت القناة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مارست ضغوطًا على نتنياهو، في سبيل تحريك مشروع "قناة البحرين" مع الأردن، وسط مخاوف أردنية من تهرب إسرائيلي من مشروع إقامة القناة التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، والذي يهدف بالأساس إلى منع جفاف البحر الميت.