فجر وزير الرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، مفاجأة من العيار الثقيل، مساء اليوم الأربعاء، عندما أعلن عدم نية بلاده الترشح لاستضافة كأس أمم أفريقيا 2019، بدلا من الكاميرون، التس سحب منها التنظيم.
وكعادته كان كووورة سباقا للتحري في الملفات الكبرى، ومنها تقرير مصير الكان المعلق، وإمكانية أن ينقذ المغرب الاتحاد الأفريقي من ورطته، بعدما تعذر عليه إيجاد بلد يحل مكان الكاميرون.
تقرير كووورة أفضى إلى وجود تفاعلات قوية فرضت خروج وزير الرياضة المغربي عن صمته، ليعلن موقف المغرب من الترشيح وما تردد بهذا الخصوص.
كما أكد لنا العلمي حصريا في حواره معنا على أنه لم يسبق لحكومة بلاده أن فكرت في يوم من الأيام في احتضان الكان السنة المقبلة.. وإلى نص الحوار المثير...
تنتهي مهلة استقبال ترشيحات احتضان الكان غدا، واسم المغرب يُتداول كبلد مضيف، ما تعليقكم؟
عفوا، هناك ترويجات مغلوطة وخاطئة، لا يمكن أن نتجاوزها، وهي أننا راقبنا الوضع كما ينبغي، وأنا مستغرب تماما للحديث عن المغرب كمرشح، في وقت لم نفكر فيه وحتى اللحظة التي أحاورك فيها في تقديم ترشيحنا لهذه المسابقة.
لا أعلم من تحدث باسمنا، ومن روج لاسم المغرب، لأنه يفترض أن تكون الحكومة والأجهزة الرسمية هي المخول لها أمر كهذا، وأنا أعيد التأكيد على أننا لم نقدم ترشيحنا ولم نفكر في ذلك إطلاقا.
هل هذا هو موقف المغرب الرسمي؟
هو كذلك وحتى الآن، ألتزم بما أقوله، وهو أننا لم ندرس في أي من الفترات إمكانية الترشح، لأنه كانت أمامنا أولويات أخرى، وأجندتنا الممتلئة لم تسعفنا لفعل ذلك.
ماذا لو اقترح الكاف عليكم التنظيم، لما تراه في المغرب من قدرة على إنجاح المسابقة؟
أنا لا أخوض في الغيبيات أو الفرضيات، بل أتحدث عن الوقائع الملموسة كما هي الآن، فتنظيم الكان وفي شكله الجديد يتطلب آليات ودراسة وأمور أخرى، لا يسع المجال لمناقشتها حاليا، لأن احتضان مسابقة بهذا الحجم لا يتم تدبيره بين عشية وضحاها.
وليس لدي تعليق أو رد لما يمكن أن يحدث، وإنما أدلي برأيي في موضوع الترشح، الذي لم يدرس ولم نتقدم به.
ولكني أعيد التأكيد على ماذا سيكون ردكم لو طلب الكاف ذلك؟
الكان ليس ملاعب ومراكز تدريب وغيرها، فهناك آلاف الزوار وتجهيزات أخرى، بل وتدابير لم نصل لدراستها بعد. لا أريد الخوض في أمور أخرى، حتى لا يتم تأويلها بشكل خاطئ.
لكن ما أثق فيه، هو أنه لدينا في نفس تاريخ الكان، رهان آخر، وهو الألعاب الأفريقية، في العاصمة الرباط، الصيف المقبل، وهي تظاهرة مفتوحة بدورها في وجه الأشقاء الأفارقة ومرحبا بهم.
هناك تصريحات لجهات أخرى ألمحت مرارا إلى أن المغرب لا يمانع في احتضان الكان متى طلب منه ذلك؟
لا أرى أن هناك جهازا أو من هم مؤهلون أكثر من القنوات الرسمية التي تتكلم باسمها الحكومة، وأنا شخصيا كنت واضحا في كل تصريحاتي، ولم أبد في أي يوم من الأيام أي تفاعل مع كل ما قيل.
قبل أشهر من الآن، احتضن المغرب مناظرة كرة القدم النسائية، ولما سئلت عن الكان، قلت بالحرف هو من اختصاص دولة الكاميرون الصديقة، ولا يعنينا الآن أو بعده، لا من قريب أو بعيد. هذا ما نحاسب عليه، وهذا هو الموقف الرسمي الذي كان ينبغي استيعابه منذ فترة.
ألا تلمس أنه كان هناك تداخلا وتضاربا على مستوى التصريحات؟
لست مسؤولا عنها، فأنا أمثل قطاعا اتكلم باسمه، ولم يسبق أن كانت أمم أفريقيا المقبلة من أولوياتنا، فنحن نشتغل بأجندة، والكاميرون وغيرها من الدول مثل كوت ديفوار، ظفرت بالتنظيم قبل سنوات، ولم تستجب للشروط، فكيف نتحمله اليوم، ونحن على بعد بضعة أشهر من الحدث. الأمر ليس مقبولا.