ستظل الفنانة سميرة أحمد تحتل مكانة متفردة فى وجدان عشاق فنها ومعجبيها، بل ستظل قولًا وفعلًا بمثابة «أيقونة» زمن الفن الجميل بتصرفاتها النبيلة وأفكارها الجريئة. وقرأت خبرًا فى بعض الصحف والمواقع الإخبارية يفيد بأنها قررت عرض كافة ملابس أعمالها الفنية لمن يريد اقتناءها، وذلك فى احتفالية ضخمة ستقام يوم ١٣ أكتوبر فى نادى الجزيرة، على أن يقوم من يريد اقتناء أى من فساتينها بدفع المقابل المادى الذى يراه مناسبًا، لتذهب حصيلة البيع لصالح «صندوق تحيا مصر».
الحقيقة أننى لم أندهش من هذا القرار، فأنا أعرفها جيدا إنسانة متسقة مع ذاتها، تفعل دائمًا ما تؤمن به حتى وإن كان هذا الذى تفعله شيئا غير مسبوق، وهى وعلى مدى تاريخها الطويل نراها دائما مهمومة بقضايا وطنها، ولا فرق لديها بين سميرة أحمد الفنانة أو سميرة أحمد النجمة التى ملأت الدنيا فنًا راقيًا ومحترمًا وإبداعًا يليق بها كواحدة من نجمات زمن الفن الجميل، الذى لا تزال تفوح منه رائحة الإحساس الصادق والأداء المتقن والعطاء الفنى الذى لا حدود له.
الخبر فى حد ذاته كما قلت لم يستوقفنى ولم أجد فيه أى وجه للاستغراب وإنما الذى استوقفنى وبشدة هو أن هذا التصرف النبيل من سميرة أحمد لم أجده لدى الكثيرين من أصحاب النجومية الزائفة الذين أخذوا الكثير والكثير من الوطن ولم يبادر أى منهم بالإقدام على مثل تلك الخطوة.
قالت سميرة فى تصريحاتها للصحافة وبرضا تام: «أعرض ٤٠٠ قطعة تقريبًا تمثل تاريخى على مدار سنوات مشوارى الفنى، ولكن هذا التاريخ من وجهة نظرى ليس أهم من مصر».
اللافت للنظر أنها بالفعل لم تبخل بأى شىء من ملابسها التى تجسد تاريخها، فمن بين تلك الملابس نجد جلباب فيلم «البنات والصيف» وجلباب فيلم «الخرساء»، وكلاهما ملابس ممزقة، ولكن حرصت على وضعهما ضمن الملابس، وكذلك عرضها ملابس مسلسل «ماما فى القسم»، و«امرأة من زمن الحب».
ما قالته سميرة أحمد من كلام عفوى صدر عنها دون زيف أو تضليل يجعلنى أكرر نفس التساؤل: «هل ينتظر أهل الفن أن يطلب منهم أحد المشاركة المجتمعية؟». فعلى الرغم من أن سميرة أحمد قدمت من قبل العديد من التبرعات لصندوق (تحيا مصر) فإن قيامها بعرض ملابسها هذه المرة فيه رسالة مهمة للفنانين بل للمصريين على حد سواء.. رسالة تفيد بأن الفنان عليه الكثير تجاه الوطن.
وهنا أرى أن سميرة أحمد بهذه الخطوة تجسد بكل وضوح صورة «الفنان الحقيقى» والنجم كما ينبغى أن يكون، فها هى لا تتوانى ولو للحظة واحدة عن الوقوف خلف القيادة السياسية بقولها: «أدعم أى خطوة لدعم الرئيس وأحب الجيش المصرى على المستوى الشخصى لأن شقيقى بهجت خضير تم أسره واستشهاده فى حرب ٦٧ وكان ضمن سلاح الصاعقة».
من يعرف سميرة أحمد عن قرب لن يتعجب حينما يعرف أنها حينما تفكر فى تقديم أى عمل جديد فإنها تضع نصب عينيها الرسالة التى يجب أن تقدمها من خلال هذا العمل، وبنظرة سريعة لجميع أعمالها السابقة نجدها جميعا تنطوى على رسائل مهمة وأهداف نبيلة.
أرى ذلك فى مسلسلها الجديد الذى يجرى التحضير له الآن ويحمل اسم «بالحب هنعدى» الذى كتبه المؤلف المتمكن يوسف معاطى، وستقوم هى بإنتاجه، فالمسلسل يبعث برسالة فى منتهى الذكاء إلى قوى الشر ودعاة التخلف والانغلاق مفادها أننا بالحب سنتجاوز تلك الأزمات الصغيرة، وبالحب للوطن وللقائد سوف نعبر النفق المظلم لنصل فى نهاية المطاف إلى بقعة النور.