كتب - محمد شعبان:

كعادته كل صباح خرج العامل البسيط "محمد" من منزله قاصدا عمله "محل لبيع العصائر". غادر رب الأسرة تاركًا طفليه لا حول لهما ولا قوة. لم يدر بخلده أنها نظرة الوداع لفلذتي كبده.

لم يكد يصل الأب محل عمله حتى تلقى اتصالا هو الأصعب في حياته "إلحق تعالى البيت ولع". للحظات فقد الرجل القدرة على النطق، تسمرت قدماه في موضعها قبل أن يستعيد جزء من وعيه وعافيته وينطلق إلى المنزل.

أمام المنزل البسيط، احتشد الأهالي من كل حدب وصوب. الحدث جلل، صمت ممزوج بحسرة يعلو وجوه شاحبة من هول ما رأت للتو.

ما سبق كان كافيا ليعي "محمد" الفاجعة التي وقعت. احترقت غرفة الأطفال. فارق صغيراه الحياة جثتين متفحمتين بعدما التهمت ألسنة النيران محتويات الغرفة الضيقة كاملة.

تلقى مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة إشارة من إدارة شرطة النجدة بتصاعد أدخنة كثيفة من عقار بمنطقة بشتيل التابعة لمركز أوسيم.

اللواء جابر بهاء مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة دفع بسيارات الإطفاء بقيادة نائبه اللواء علاء خلوصي وبمشاركة مدير قطاع إطفاء الشمال.

تبين بالفحص تحت إشراف اللواء عمرو طلعت والعقيد مروان مشرف نشوب الحريق في غرفة أطفال احترقت محتوياتها بالكامل، ما أسفر عن مصرع الطفل (دياب محمد 5 سنوات) وشقيقه (عبده 3 سنوات).

الرائد أحمد فرحات رئيس مباحث أوسيم وجه بنقل الجثتين إلى مشرحة المستشفى. تحرر المحضر اللازم وأحاله اللواء رجب عبد العال مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة للتصريح بالدفن.