الوطن

2018-12-21 11:10

متابعة
قرار «ترامب» المفاجئ بسحب قواته من سوريا يربك دول التحالف

الأخبار المتعلقة

  • "سوريا الديموقراطية": المعركة ضد "داعش" مستمرة حتى الآن

  • ألمانيا: الانسحاب الأمريكي من سوريا قد يضر بالمعركة ضد "داعش"

  • واشنطن تعلن بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والانتشار في "أربيل"

  • "تأهب كردي" و"مبرر ترامبي".. قصة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا

أثار قرار الرئيس الأمريكى المفاجئ بالانسحاب من سوريا حالة واسعة من الجدل بين دول التحالف الدولى لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابى، فى ظل التأكيد على استمرار تهديدات التنظيم الإرهابى فى شمال شرق سوريا، فيما وضع القرار الأمريكى حلفاء «واشنطن» الكرد فى مأزق فى ظل التهديد التركى بشن حملة عسكرية جديدة فى الشمال السورى. وأكدت فرنسا وبريطانيا بقاء التزامهما العسكرى فى سوريا لحين انتهاء تنظيم داعش، فيما تساءلت «موسكو» عن القرار الأمريكى الغامض ببدء مرحلة جديدة فى سوريا.

ومن جانبها، قالت الوزيرة الفرنسية للشئون الأوروبية ناتالى لوازو، أمس، إن فرنسا «تبقى ملتزمة عسكرياً فى سوريا»، مضيفة لشبكة «سى نيوز» رداً على سؤال حول قرار الانسحاب الأمريكى: «فى الوقت الراهن، نبقى فى سوريا». وأكدت الوزيرة المسئولة عن الشئون الأوروبية أن فرنسا ستحافظ على مشاركتها فى قوات التحالف التى تقاتل «داعش» فى سوريا. وتابعت: «الآن بالطبع ما زلنا فى سوريا.. الحرب ضد الإرهاب لم تنته».

واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم «داعش» لم يُهزم بعد فى سوريا. وقال ناطق باسم الوزارة، فى بيان، إن «التحالف الدولى ضد داعش أحرز تقدماً كبيراً. لكن لا يزال هناك الكثير من العمل، ويجب ألا نغفل عن التهديد الذى يشكله. حتى بدون السيطرة على أرض، لا يزال داعش يشكل تهديداً». وأضافت الوزارة أن المملكة المتحدة ستبقى «منخرطة فى التحالف الدولى وحملته لحرمان داعش من السيطرة على أراض وضمان هزيمته القاطعة». وعبّر وزير الدفاع البريطانى توبياس إلوود عن معارضته للقرار. وقال: «لا أتفق البتة مع ذلك. الأمر تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال ماثلاً بقوة»، فيما ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن «لندن لم تبلغ مسبقاً بقرار ترامب».

فرنسا: متمسكون بالتزامنا العسكرى فى سوريا.. وبريطانيا: القرار يغفل تهديدات «داعش».. ومباحثات بين إيران وتركيا بعد «الانسحاب الأمريكى».. و«بوتين»: قرار صائب

وفى روسيا، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن «موسكو» تود أن تفهم ما تعنيه الولايات المتحدة بـ«المرحلة الجديدة من الحملة» فى سوريا، التى أعلن عنها البيت الأبيض بعد انسحاب قواته. وأضافت: «أود أن أفهم ما هو متوقع فى المرحلة الجديدة من الحملة السورية.. وأنه لن يحدث مثل ما حدث على سبيل المثال فى أفغانستان من سحب القوات كلياً، أو إعادتها مرة أخرى، على مدار أعوام كثيرة»، فيما اعتبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال مؤتمره الصحفى السنوى، أن «القرار الأمريكى صائب».

وأثار قرار «ترامب» بشأن نحو 2000 جندى أمريكى ينتشرون حالياً فى شمال شرق سوريا حالة من الجدل والارتباك حتى فى الأوساط الداخلية الأمريكية. وقال «ترامب»، فى فيديو بثه البيت الأبيض: «الآن وقد انتصرنا، حان موعد العودة إلى الديار»، فيما دعا عدد من نواب مجلس الشيوخ الأمريكى، وعلى رأسهم النواب المنتمون إلى الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه «ترامب»، الرئيس الأمريكى إلى التراجع عن القرار، معتبرين، فى خطاب رسمى أُرسل إلى «ترامب»، أن «القرار يمثل تهديداً للأمن الأمريكى ويُعتبر تزييفاً للواقع بأن تنظيم داعش لم يتم القضاء عليه نهائياً بعد».

رئيس «الكردى للدراسات»: القرار أحدث حالة ارتباك.. والجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا ستستفيد منه

وعلى المستوى الإقليمى، بدأ الرئيسان الإيرانى حسن روحانى والتركى رجب طيب أردوغان، أمس، مباحثات فى «أنقرة» تركز على النزاع فى سوريا، غداة قرار «واشنطن». وقال السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام إن «قرار ترامب أثار غضب أحد حلفائه»، معتبراً أن «سحب نحو 2000 جندى أمريكى من سوريا سيكون خطأ كبيراً يشبه أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما». وقال فى بيان: «فى حين أن الصبر الأمريكى فى مواجهة الإسلام الراديكالى قد يتلاشى، فإن شغف الإسلاميين الراديكاليين بقتل الأمريكيين وحلفائنا لا يرتدع أبداً». وقال جيمس آينهوف، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكى، لإذاعة «صوت أمريكا»: «لا أستطيع أن أقول لكم إن هذا هو الوقت المناسب للانسحاب من سوريا، لأننى لم أكن أعلم أن هذا سيحدث.. لم يتم استشارتى، وأعتقد أنه كان يجب استشارتى».

من جانبها، حذرت قوات سوريا الديمقراطية التى تتكون من عدة فصائل عربية وكردية وتعد وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقرى لها، أمس، من أن قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا يعطى تنظيم داعش «زخماً للانتعاش مجدداً» وشن هجمات معاكسة، بعد طرده من مساحات واسعة فى البلاد. وقالت قيادة قوات سوريا الديمقراطية إن القرار «سيؤثر سلباً على حملة مكافحة الإرهاب وسيعطى للإرهاب وداعميه ومؤيديه زخماً سياسياً وميدانياً وعسكرياً للانتعاش مجدداً والقيام بحملة إرهابية معاكسة فى المنطقة.. قرار الانسحاب سيؤدى بشكل مباشر إلى ضرب مساعى القضاء النهائى على التنظيم الإرهابى، كون الانسحاب فى مثل هذه الظروف سيؤدى إلى حالة من الاستقرار وزعزعة الأمن، وخلق فراغ سياسى وعسكرى فى المنطقة».

من جانبه، قال رئيس المركز الكردى للدراسات فى ألمانيا نواف خليل، لـ«الوطن»، إن قرار «ترامب» ترك الكونجرس الأمريكى فى حالة صدمة و«الخارجية» فى حالة ارتباك، مضيفاً: «أقرب أعضاء الكونجرس مثل جراهام فوجئ بالقرار، وهو ما يعنى أن هناك حالة ارتباك، وهى حالة لم تتوقف منذ مجىء الرئيس ترامب». وأوضح «خليل» أن قرار الوجود الأمريكى «لم يكن مجاملة للكرد والعرب والسريان وبقية المكونات فى شمال سوريا، ولكن قرار البقاء كان جزءاً من الاستراتيجية الأمريكية، وسمعنا مراراً وتكراراً أن الوجود الأمريكى مرتبط بالانتهاء من معركة داعش ومنع التمدد الإيرانى والوصول لتسوية مستدامة للأزمة السورية»، معتبراً أن «هذا القرار سيساهم فى انتعاش داعش ومد الجماعات الإرهابية بقوة معنوية، بالإضافة إلى أن تركيا لا تتوقف عن تهديد المنطقة، وستعمل على الاستفادة من هذا القرار وربما القيام بعدوان جديد على المنطقة، والقرار لا يزال مسار نقاش وجدل كبير ولكن سيكون له تأثير وتداعيات خطيرة».

وحول تأثير هذا القرار على الكرد، قال «خليل»: «حينما فتحت تركيا الحدود لجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية عام 2013، قاتل الكرد وحدهم ولم يكن هناك وجود لقوات سوريا الديمقراطية، واستمر القتال لمدة عامين حتى بدأت معركة الكرد مع الدواعش فى 2014، ولم يأت أحد للمساعدة، والولايات المتحدة كانت موجودة وبعدها تم تشكيل التحالف الدولى، والآن هناك موقف متباين تماماً مع الموقف الأمريكى يتمثل فى الموقفين البريطانى والفرنسى، ونسمع الآن أن التحالف الدولى يقيم قاعدة فى دير الزور، وهذا يعنى أن المسألة لم تنته بعد، ولكن هذا القرار الخطير يدفع قوات سوريا الديمقراطية إلى عدم الثقة بالجانب الأمريكى وعدم التعويل عليه، وإن كانوا فى السابق ينتظرون هذا القرار، ولكن كانت هناك نقاط تلاقٍ دائمة فيما يتعلق بالعدو المشترك المتمثل فى الجماعات الإرهابية، وهذا التهديد يشمل الدول العربية، حيث إن الجماعات الإرهابية المدعومة من جانب تركيا ستستفيد من هذا القرار».

وفى سياق متصل، كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن «التحالف الدولى يعمل على إقامة قاعدة عسكرية جديدة فى شرق الفرات، ضمن القطاع الشرقى من ريف دير الزور، فى منطقة هجين الواقعة عند أطراف الجيب الخاضع لسيطرة داعش، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والتى سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعيد القرار الأمريكى الأخير».

للإطلاع على النص الأصلي
0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات