بدأت النيابة العامة بمركز أخميم في محافظة سوهاج، اليوم الأحد، تحقيقاتها في واقعة تعدي زوج على زوجته وإجبارها على شرب مادة كاوية «بوتاس»، بعد ورود بلاغ رسمي من أسرتها يفيد بتعرضها لاعتداء عنيف أدى إلى إصابتها بحالة خطيرة.
وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معه عقب مثوله أمامها للاستماع إلى أقواله فيما هو منسوب إليه من اتهامات، وطلبت النيابة تحريات المباحث الجنائية كاملة حول الواقعة وظروفها وملابساتها، كما طلبت تقريراً طبياً مفصلاً يحدد طبيعة الإصابات التي لحقت بالزوجة ومدى خطورتها، وباشرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد حامد الأنصارى المحامى العام لنيابات جنوب سوهاج.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي اللواء صبرى صالح عزب مدير أمن سوهاج، إخطاراً من العقيد شريف عز طنطاوى مأمور مركز شرطة أخميم، بورود بلاغ من مستشفى سوهاج العام بوصول سيدة تدعى سارة . م . أ «26 سنة»، في حالة إعياء شديد بعد تناولها مادة كاوية، حيث تم تحويلها إلى مستشفى سوهاج الجامعي نظرًا لتدهور حالتها الصحية، وكشف الفحص الطبي المبدئي عن إصابتها بحروق داخلية في المريء والمعدة، ما استدعى وضعها تحت العناية الطبية، وانتقل اللواء محمود طه مدير المباحث الجنائية، والعقيد أحمد النادى رئيس فرع البحث لقطاع الشرق، وأفاد شقيقها محمد «21 سنة» ويقيم بالغردقة، في أقواله أمام الرائد إبراهيم صقر رئيس مباحث مركز أخميم، أن شقيقته تعرضت لاعتداء وحشي من قبل زوجها محمد . ر. ث «34 سنة» حيث قام بضربها وإجبارها على تناول المادة الكاوية إثر نشوب خلافات زوجية بينهما.
وأوضحت أسرة الضحية في تصريحات "للمصرى اليوم" أن نجلتهم متزوجة منذ ثماني سنوات ولديها ثلاثة أطفال، وهم رفعت ومنى ومكة، وكانت تقيم مع أسرتها في مدينة الغردقة قبل انتقالها للعيش مع زوجها في أخميم بسوهاج، وأشارت الأسرة إلى أن الزوج كان يعاملها بقسوة خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن الحادث الأخير تجاوز كل الحدود بعدما قام بتقييدها والاعتداء عليها جسدياً حيث قيدها من يديها وقدميها ثم أجبرها على تناول مادة كاوية مذابة في الماء «بوتاس»، مما أدى إلى إصابتها بحروق بالغة في الجهاز الهضمي.
وأضافت الأسرة بأن الضحية تمكنت من الإفلات من زوجها بعد الحادث مباشرة، وخرجت إلى الشارع حاملة طفلتها الرضيعة مكة التي لم تتجاوز السبعة أشهر، في محاولة للنجاة، وشاهدها سائق تاكسى وهى لا تقوى على السير فأخذته الشفقة بها ونقلها بسيارته إلى المستشفى.
ووفقًا للأسرة فقد واجهت الضحية صعوبة في تلقي الرعاية الطبية بعد رفض مستشفى سوهاج العام ومستشفى الكوامل استقبالها، قبل أن يتم إدخالها إلى مستشفى الجامعة، حيث خضعت للفحوصات والإسعافات اللازمة، وأثناء وجودها بالمستشفى، حاول زوجها استعادتها وإجبارها على العودة معه إلا أنها رفضت، وقامت بكتابة رسالة على ورقة للأطباء تؤكد فيها أن زوجها هو من تسبب في إصابتها، ما دفع الأطباء إلى طلب قوة الشرطة الموجودة بالمستشفى فسارع الزوج بالهرب، ولا تزال الضحية تحت الملاحظة الطبية بمستشفى سوهاج الجامعي.
وكشفت مصادر طبية بمستشفى سوهاج الجامعى، أن الضحية خضعت لعدة فحوصات عاجلة لتحديد مدى الضرر الذي أصاب أعضائها الداخلية، حيث تبين إصابتها بحروق في المريء والمعدة، وحروق في فمها وتم إخضاعها للعلاج وإسعافها، ولا تزال تحت الملاحظة الطبية وسط متابعة مستمرة من الأطباء، في حين أكد ذووها أنها تواجه صعوبة كبيرة في تناول الطعام أو الشراب نتيجة الحروق الداخلية التي لحقت بها.
وبعد تلقي البلاغ، تحركت الأجهزة الأمنية على الفور وتمكنت من ضبط المتهم، الذي جرى استجوابه أمام رجال المباحث، تمهيداً لإحالته إلى النيابة العامة عقب استكمال التحقيقات وجمع التحريات اللازمة بشأن الواقعة.