قال طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن استئناف الحرب على غزة يعكس تخبطًا سياسيًا وافتقارًا للحكمة الاستراتيجية، إذ لا يمكن لهذه الحرب أن تحقق أي نتائج فعلية، مشيرًا إلى أن الأهداف المعلنة، مثل استعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس، متناقضة بطبيعتها، فمن المستحيل منطقيًا وعقليًا تحقيق هذين الهدفين معًا من خلال العمليات العسكرية.
وأكد خلال تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» أن، استعادة بقية الأسرى عبر الحرب أمر غير واقعي، كما أن القضاء على حماس مستحيل طالما أن الاحتلال مستمر والظلم قائم، فحركات المقاومة لا تُستأصل بالقوة وحدها، بل إن التاريخ والمنطق يثبتان أن استمرار الاحتلال يولد مزيدًا من المقاومة.
وأشار إلى التناقض الواضح في الموقف الأمريكي، حيث تتفاوض واشنطن مع قادة حماس في الدوحة، ثم تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الحرب، مما يعكس تخبطًا في صنع القرار، وفي الوقت الذي تسعى فيه مصر والدول العربية إلى إعادة إعمار غزة، تستمر إسرائيل في تدميرها مجددًا دون تحقيق أي أهداف واقعية سوى الخراب والدمار وقتل المدنيين.
واختتم «البرديسي» حديثه بالتأكيد على أن هذه الحرب، التي تُستخدم كأداة سياسية، فقدت معناها وأصبحت حربًا عبثية بلا هدف، تعكس الأزمات الداخلية التي يعاني منها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك الإدارة الأمريكية، حيث يتم اللجوء إلى الحرب للتغطية على المشكلات الداخلية والتخبط في صنع القرار.
