مصر العربية

2019-02-14 11:20

متابعة
مخطط قلب اليمن.. هل يعيد «المحمدان» السلطة لعائلة المخلوع؟

"اتصل محمد بن زايد بمحمد بن سلمان يومًا أو التقاه في آخر، وأقنعه بضرورة الإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي"..  هذا خلاصة ما كشفته صحيفة فرنسية، معنية بشؤون الاستخبارات، عما يدور في اليمن، ومفاده "المحمدان يحركان المشهد".

صحيفة "إنتجلنس أونلاين" الفرنسية كشفت ما قالت إنَّه "مخطط سعودي إماراتي يسعى للإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وبحسب "الصحيفة"، فإنَّ هذا المخطط سيتم من خلال التواصل مع أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس المخلوع وقائد الحرس الجمهوري السابق المقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

وذكرت أن "اللواء أحمد عسيري نائب رئيس المخابرات العامة السعودية سافر إلى أبو ظبي في 27 يونيو الماضي لمقابلة أحمد علي عبد الله صالح"، وأشارت إلى أنه "تمَّ اختيار نجل صالح لقيادة مفاوضات لتشكيل حكومة يمنية جديدة بعد أن تلقى مباركة الرياض بانتقاله إلى صنعاء من أجل إجراء مشاورات".

ووفق "إنتجلنس أونلاين"، فإنَّ الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أرسل مبعوثًا إلى الرياض، وبعد استقباله تم إرساله إلى منطقة ظهران الجنوب لإجراء محادثات هناك.

وذكرت الصحيفة أنَّ ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد يدفع من أجل تسريع الإطاحة بعبد ربه منصور هادي بعد أن أقنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بذلك.

ولم ترد السعودية أو الإمارات بشأن ما كشفته الصحيفة الفرنسية، بينما نُقل عن مصدر بتحالف دعم الشرعية، الذي تقوده الرياض، نفيه الأنباء التي أوردت أنّ التحالف يريد إسقاط الدعم عن الرئيس الحالي.

"تقاتل الإمارات في اليمن ضد الحوثيين والرئيس المخلوع.. الإمارات نفسها تستضيف ابن الرئيس المخلوع نفسه".. تحمل هاتان الحقيقتان ما يراه محللون "تناقضًا" إزاء ما يحدث في اليمن، بين ما هو ظاهر للنور وبين ما يخفى ويدور في كواليس الغرف المغلقة.

من بين ما كشفته الدورية الفرنسية، وتحديدًا لقاء نائب رئيس المخابرات العامة السعودية وأحمد علي عبد الله صالح، جاء بعد أيام قليلة من الظهور الأول لنجل الرئيس المخلوع في الإمارات، حين دعا حزب "المؤتمر الشعبي العام" إلى المزيد من الثبات والصمود في وجه ما أسماه "العدوان".  

في 15 يونيو الماضي، حثّ نجل صالح من وصفهم بـ"فرسان حزب المؤتمر الشعبي" في إحدى الأمسيات الرمضانية التي أقيمها الحزب، بتعزيز صفوف الجبهة الداخلية، وفقًا لموقع "المؤتمر نت" الناطق باسم حزب المخلوع صالح في صنعاء.

هذه المرة تعد الأولى التي يظهر فيها نجل صالح ليتحدث في الشأن السياسي الداخلي عبر بوابة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه والده في صنعاء.

 

غير أنَّ تقارير إعلامية تحدثت في السابق عن وضع نجل صالح في الإقامة الجبرية من قبل دولة الإمارات التي يقيم فيها منذ إقالته.

ودأب إعلام حزب المؤتمر بوصف نجل صالح بـ"السفير"، رغم إقالته من منصبه كسفير لليمن في دولة الإمارات في العام 2015.

ما كشفته الدورية الفرنسية ووجود نجل عبد الله صالح في اليمن وظهور على الساحة في الآونة الأخيرة، ربما يشير إلى أنَّ تطورًا جديدًا ستشهده المرحلة المقبلة، لا سيَّما عسكريًّا، فالسعودية والإمارات عنصران أساسيان في التحالف العربي، الذي يقاتل الحوثيين وأنصار المخلوع في اليمن.

عمليات التحالف العربي في اليمن يبلغ عمرها عامين وثلاثة أشهر ونصف، ولم يُحسم الأمر لصالح "الحكومة الشرعية"، وبينما لم ترد السعودية أو الإمارات على هذا الاتهام، إلا أنَّهما دائمًا ما يؤكدان حرصهما على "الشرعية" في اليمن ودعم هادي.

وقد يفسّر محللون طرح "المخطط السعودي الإماراتي" - إن صح جدلًا - بأنه إيمانٌ بعدم القدرة على حسم الأزمة عسكريًّا، وبات الحل سياسيًّا، لكنَّه التساؤل يفرض نفسه، و"هو من يقود هذا الحل؟"، وهنا يصعد في الواجهة نجل الرئيس المخلوع، الذي هدمت ثورة 2011 عرشه.

ويربط المحللون ذلك بما يقولون إنّه رفض سعودي إماراتي لثورات الربيع العربي، التي طافت المنطقة  قبل ستة أعوام، ومدعاهم في ذلك هو الخوف على استقرار عروشهم وأنظمتهم.

سياق آخر مرتبط بما يجري، هو ما كشفته وسائل إعلام سعودية مؤخرًا عن خلافات حادة بين المخلوع صالح وجماعة "الحوثي"، وهي خلافات اعتادت الأزمة اليمنية أن تشهد الحديث بشأنها، ربما فسّرت في وقتٍ ما بأنها في إطار الحرب النفسية، بينما باتت هذه الخلافات جزءًا من سياق ما يدور حاليًّا، بعد كشف "مخطط المحمدين".

هذا سياسيًّا، أمَّا أمنيًّا فتثار العديد من التساؤلات، إذ أنَّ تدخُّل السعودية والإمارات في اليمن يهدف في المقام الأول إلى حفظ أمنهما القومي بشكل خاص، والأمن عربيًّا وإقليميًّا بشكل عام، وهنا الحديث تحديدًا عما تراه تلك الدولتان الخليجيتان من خطر تمثله جماعة أنصار الله "الحوثي" عليهما، وهنا لا يُستبعد الخطر لا سيّما في ظل الدعم التي تتلقاه هذه الميليشيات من إيران.

وربما في سياق غير بعيد عن كل ما يحاك باليمن، خرج المجلس الوطني الانتقالي يجدِّد تهديده بتولي إدارة محافظات الجنوب إذا ما فشلت الحكومة الشرعية فيما سماه "الوفاء بالتزاماتها ورفع المعاناة عن الناس".

رئيس المجلس - المدعوم إماراتيًّا - عيدروس الزبيدي قال خلال مؤتمر صحفي، إنّه إذا انتهت الفترة اللازمة للحكومة دون تلبية مطالب أبناء عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى فإنَّ المجلس سيتدخل على الفور لإدارة المرحلة.

المحلل السياسي اليمني محمد جميح اعتبر أنَّ عودة التواصل مع المخلوع صالح ونجله أحمد تهدف إلى فتح مسار تفاوضي في اليمن بناءً على الأوضاع التي كانت سائدة قبل اندلاع الحرب التي أعلنها التحالف العربي في مارس 2015.

وقال إنَّ كلًا من السعودية والإمارات يريدان اليمن خاليًّا من الأيديولوجيات، لافتًا إلى أنَّ البلدين لن يسمحان لـ"الحوثيين" بالاحتفاظ بقوات عسكرية في البلاد، كما أنَّ لديهما خطوطًا حمراء على الإخوان المسلمين في اليمن.

وأضاف أنَّ البلدين يعتقدان بأنَّ المؤتمر الشعبي العام في اليمن يشكل الحاضنة في البلاد، وهو ما سيعيد صالح ونجله للواجهة مرة أخرى.

وعبّر المحلل السياسي اليمني عن اعتقاده بأنَّ هناك قناعة لدى كل الأطراف الدولية بأن الحل في اليمن سيكون سياسيًّا وليس عسكريًّا.

ولفت إلى أنَّ ما يجري على الأرض يعطي مؤشرين، أحدهما إيجابي من خلال تفاوض بين مجلس انتقالي جنوبي، ومجلس آخر يجري تشكيله في صنعاء يؤسس لدولة يمنية على أساس فيدرالي.

لكنَّه رأى أنَّ المؤشر الآخر السلبي سيكون من خلال الذهاب نحو تقسيم اليمن إلى دولتين شمالية وجنوبية.

عضو مجلس الأمة الكويتي السابق ناصر الدويلة استبعد أن ترتكب السعودية مثل هذا القرار، واعتبرها ذلك "حماقة وليس قرارًا استراتيجًيا وانتحارًا للدور السعودي في اليمن، وهزيمة كبيرة جدًا لها" إذا صحت هذه المعلومات.

وقال: "هذا المخطط يعني أنَّه بعد عامين من الدمار والقصف والمعاناة والمآسي في اليمن سيذهب كل ذلك هباء منثورًا، وهذا التفكير معناه أنَّ السعودية تنتحر في اليمن ولا أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا المستوى".

الدويلة حذَّر من "أنَّه إذا انساقت السعودية خلف المشروع الإماراتي فإنَّ اليمن سينقسم، ولن يكون ذلك نهاية المطاف فستفقد السعودية مصداقيتها لدى الشعب اليمني، وستفقد أيضًا نجران".

وتابع: "طوال فترة العامين الماضيين بقيت نحو أربعين قرية في نجران غير مأهولة بسكانها بسبب تدخلات الحوثيين، لا سيَّما بعد أن عجزت القوات اليمنية والقوات السعودية عن تأمين الحدود"، محذّرًا: "سنشاهد معارك بعد نجران وشمالها، ولن تكون الهزيمة فقط في اليمن بل ستمتد إلى المملكة بلا حدود".

الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي يقول أنَّ المعلومات التي نشرتها الدورية الفرنسية "خطيرة جدًا"، وتشير إلى أنَّ المعركة في اليمن تتجه إلى النقيض تمامًا مع أهدافها المعلنة، لافتًا إلى أنَّ تلك الأهداف كانت تتعلق باستقرار الأوضاع في اليمن، وبالتالي استقرار أمن السعودية نفسها.

واعتبر أنَّ "ما نشر في حال صحته سيقود المعركة في اتجاه مغاير تمامًا، وفي اتجاه أهداف غير أخلاقية"، كما أنَّه "يشير إلى تفوق المشروع الإماراتي في اليمن، وهو المشروع الذي لا علاقة له بمصالح السعودية أو اليمن من قريب أو من بعيد".

ويرى التميمي أنَّ "الإمارات تحاول أن تجرجر أكبر دولة في المنطقة إلى أهدافها الساعية لتوسيع النفوذ الإماراتي في اليمن عبر أشكال عدة، مستخدمةً في ذلك أدوات في غاية الخطورة، ومن بينها التخطيط لانفصال جنوب اليمن".

وذكر أنَّ ما نشرته الصحيفة الفرنسية يستمد قوته من مقدمات منطقية، لا سيَّما ما يتردد في الإعلام السعودي عن خلافات بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين.

وتابع: "لا تفسير لما يحدث سوى أن القوى الموجودة في المنطقة تتبع أبو ظبي، وهي اليوم تحصد هذه النتائج السيئة جدًا على المستوى الاستراتيجي سواء في ليبيا أو سوريا أو على مستوى الأزمة الخليجية أو في اليمن".

للإطلاع على النص الأصلي
0
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات